أيّ نجم كبير سيترك بصمته في تاريخ المونديال عبر نسخة قطر 2022؟ لا يزال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار وهاري كين وكيليان مبابي في السباق على لقب نهائيات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم، بوصولنا للدور ربع النهائي من المسابقة العالمية.
ميسي كل خطوة بخطوتها
“خطوة إضافية نحو الهدف”، هذا ما قاله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد الفوز على أستراليا (2-1) في الدور ثمن النهائي. ها هي هولندا الآن في المواجهة، وقد يأتي من بعدها الخصم التاريخي، البرازيل، التي ستصطدم بالأرجنتين في نصف النهائي في حال تأهلهما.
في منتخب الأرجنتين حيث هو النجم المطلق، يحلم ميسي بقيادة بلاده إلى اللقب، كي يرتقي أخيرًا إلى مستوى الأسطورة دييغو مارادونا، الذي أهدى العملاق الأمريكي الجنوبي لقبه الثاني والأخير في بطولات كأس العالم، عام 1986. في سن الخامسة والثلاثين، من المُرجح أن يكون المونديال القطري الفرصة الأخيرة لأفضل لاعب في العالم سبع مرات كي يصبح بطلًا للعالم.
بعد أربع نسخ دون تسجيل أي أهداف في الأدوار الإقصائية، فك ميسي أخيرًا العقدة في مشاركته الخامسة، وسجل خلال ثمن النهائي، في مرمى أستراليا، فهل يكون ذلك مفتاح قيادة “الألبيسيليستي” إلى اللقب.
كاحل نيمار
زميل ميسي في باريس سان جيرمان الفرنسي سيكون في مهمة قومية كبيرة، إذا سمح له كاحله الذي حرمه من المشاركة في الجولتين الثانية والثالثة من دور المجموعات. سيحاول نيمار إهداء البرازيل و”الملك” بيليه، الراقد في المستشفى، لقبًا طال انتظاره، منذ 2002.
يخوض نيمار ربع النهائي بمعنويات جيدة، بعدما افتتح سجله التهديفي في مونديال قطر بالتسجيل في مرمى كوريا الجنوبية خلال ثمن النهائي، ليصبح على بُعد هدف من معادلة رقم بيليه، من حيث عدد الأهداف بألوان السيليساو (77 هدفًا في 76 مباراة).
طمأن نجم برشلونة الإسباني السابق الشعب البرازيلي بالقول “أنا سعيد جدًا بعودتي إلى أرض الملعب، وتقديمي أداءً جيدًا”، و”لم أشعر بأي آلام في الكاحل”.
مبابي وملحمة الفوز بلقب ثانٍ تواليًا
يحلم كيليان مبابي أن يعيش ملحمة الفوز بكأس العالم للمرة الثانية تواليًا، عن عمر 23 عامًا، مثل “الملك” بيليه، قبله، على أمل ألا يختبر مصير الأخير؛ إذ عجز البرازيلي عن إكمال نهائيات 1962 بسبب الإصابة. بأهدافه الخمسة التي وضعته في صدارة ترتيب هدافي المونديال القطري حتى الآن، يُمنِّي النجم الآخر لنادي سان جيرمان نفسه بأن يواصل أداءه الصاروخي في كأس العالم التي تُشكِّل هوسًا بالنسبة إليه، وعنها قال: “إنها مسابقة أحلامي”.
وتابع مبابي، الذي أصبح بعمر 23 عامًا و349 يومًا أصغر لاعب يسجل خمسة أهداف في الأدوار الإقصائية من كأس العالم منذ بيليه عام 1958 (17 عامًا و249 يومًا): “بنيت موسمي حول هذه البطولة”، مستطردًا: “لكننا ما زلنا بعيدين عن الهدف الذي وضعناه، وعن (الهدف) الذي وضعته أنا شخصيًا”.
كريستيانو رونالدو يسقط من عليائه
كانت العدسات موجهة إلى مقاعد البدلاء أكثر من تلك الموجهة نحو المنتخب البرتغالي خلال أداء النشيد الوطني قبيل المباراة التي فاز بها “سيليساو” أوروبا على سويسرا 6-1. والسبب؟ كريستيانو رونالدو بديلاً!
بعدما تُوِّج بطلًا لأوروبا عام 2016 من دون أن يكمل المباراة النهائية، ضد فرنسا، نتيجة تعرضه لإصابة بعد نصف ساعة من البداية، هل يتكرر السيناريو في الدوحة، وتُتوج البرتغال باللقب العالمي الأول في تاريخها مع رونالدو موجود على مقاعد البدلاء وخارج التشكيلة؟
لا يبدو أن رونالدو سيستفيد من مشاركته المونديالية الخامسة والأخيرة كي يلمع صورته، حتى إن فازت بلاده باللقب، وذلك نتيجةً للسلبيةِ التي ظهر بها بسبب تذمّره الدائم، واعتراضه على قرار مدربه فرناندو سانتوس باستبداله، ما دفع الأخير لانتقاد اللاعب صاحب الـ37 عامًا علنًا.
وأقرَّ سانتوس، يوم الإثنين الماضي، بأنه لم يكن راضيًا عن تصرّف رونالدو، قائلًا بعد خسارة الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ضد كوريا الجنوبية: “رأيت المشاهد ولم تعجبني أبدًا… لم تعجبني أبدًا”.
بدا رونالدو كأنه عبء، حتى على المنتخب الذي وجد نفسه مجبرًا على التعامل يوميًّا مع أسئلة الصحافيين بشأن “سي آر 7″، بعد الهجوم الذي شنه اللاعب على ناديه السابق مانشستر يونايتد، ما دفع النادي الإنجليزي إلى التخلي عنه.
كين والحذاء الذهبي
لم يتمكن أحد من الظفر بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في المونديال مرتين منذ قرابة قرن من الزمن، لكن هاري كين (6 أهداف في 2018) لا يزال في السباق.
نجح قائد منتخب إنجلترا في إيجاد طريقه الى الشباك أخيرًا بالتسجيل في مرمى السنغال خلال ثمن النهائي (3-0)، وقد قال كين بعد المباراة: “أنا سعيد بافتتاح رصيدي، لكن أيضًا لمساعدة الفريق”.
حتى من دون تسجيل أهداف، كانت بدايته في مونديال قطر ناجحة بتحقيقه ثلاث تمريرات حاسمة في دور المجموعات، والآن، يحلم كين أن يتكرر سيناريو 1982، حين عجز الإيطالي باولو روسي عن التسجيل في المباريات الأربع الأولى، قبل أن يضرب بثلاثية “هاتريك” ضد البرازيل (3-2)، وثنائية في نصف النهائي، وهدف في المباراة النهائية، ليقود بلاده إلى لقبها العالمي الثالث، محرزًا أيضًا جائزة الحذاء الذهبي.