دعا تقرير أمريكي، اليوم الخميس، إسرائيل إلى تقييم المخاطر المحتملة التي قد تنطوي على “كمين” الهجوم البري على قطاع غزة، محذرا تل أبيب من إشعال أزمة بالمنطقة قد تستمر لأجيال، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وطالبت الصحيفة إسرائيل بتأمين دعم حلفائها الإقليميين الذين يتشاركون معها المخاوف بشأن إيران وحماس وميليشيا حزب الله لتجنب كمين غزة.
وقالت إن الأيام المقبلة ستكون دموية وصعبة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، لذا، وقبل أن تتخذ إسرائيل قرارها بشأن الهجوم البري على غزة عليها أن تملك خطة استراتيجية للخروج من غزة.
وأضافت أنه “بينما تفكر إسرائيل بالقيام بهجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس، هناك عوامل حاسمة يجب وضعها في الاعتبار”.
وشددت الصحيفة على أنه “مع تزايد الخسائر البشرية والضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من الضروري تقييم المخاطر المحتملة التي قد ينطوي عليها هذا الهجوم”.
وأكدت الصحيفة أن هجوم حماس من شأنه أن يجبر إسرائيل على الأرجح بالقيام بغزو بري، مدركين أن التفوق التكنولوجي الذي تتمتع به قوات الدفاع الإسرائيلية قد لا يترجم بشكل جيد في المشهد الحضري المزدحم في غزة، والتي تزيد الكثافة السكانية فيها من تعقيد العمليات العسكرية.
ويبدو أن حماس تهدف إلى جر إسرائيل إلى مستنقع، تمامًا كما فعلت ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان خلال الأعوام 1985- 2000، حين واجهت إسرائيل انسحابًا من جنوب لبنان، وفق الصحيفة.
وتساءلت “نيويورك تايمز” عن سبب رغبة حركة حماس في جر إسرائيل إلى معركة برية، مشيرة إلى أن الحركة تزداد قوة وهيمنة على قطاع غزة بعد كل صراع مع إسرائيل، فعلى الرغم من الحصار والمراقبة الإسرائيلية، تمكنت حماس من الحصول على المزيد من الصواريخ، وتحسين قدراتها العسكرية، وتدريب أفرادها، وتطوير شبكة استخباراتية متطورة، ليبدو أنهم قادرون على الصمود أكثر من إسرائيل في حرب استنزاف على أرضهم.
علاوة على ذلك، إذا غزت إسرائيل غزة، فمن الممكن أن تعمل حماس على تعزيز نفوذها السياسي في الضفة الغربية، حيث تواجه السلطة الفلسطينية اتهامات بالفساد والعجز عن تحقيق آمال الشعب، حيث كانت التوغلات الإسرائيلية السابقة في الضفة الغربية سببًا في تعزيز النظرة إلى ضعف السلطة الفلسطينية، وفق الصحيفة.
وقالت: “على الرغم من أن هجوم حماس قد واجه استنكارًا عالميًا، إلا أنه أحدث تعطيلًا للمحادثات الدبلوماسية المحتملة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في تحقيق أهدافها، لكنها دعت الأخيرة إلى التحرك بحذر، مؤكدة أن أي انزلاقة في غزة قد تؤدي إلى أزمة طويلة الأمد في الشرق الأوسط.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل قد تضطر إلى تقديم تنازلات أمنية وتحديد مسار واضح نحو دولة فلسطينية في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس وما بعد حركة حماس.
