فوائد كحك العيد، هو ليس مجرد حلوى تُقدَّم في المناسبات، أو نوع من البسكويت أو المعجنات، بل هو إرث ثقافي يحمل في طياته الكثير من المعاني الاجتماعية والنفسية والتاريخية، فارتبط إعداد كحك العيد بابالاحتفال بعيد الفطر تحديدا، وأصبح رمزًا للفرحة والاحتفال.
أشارت الدكتورة هدى مدحت أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن كعك العيد ليس مجرد حلوى تقليدية، بل هو رمز للفرح والمشاركة العائلية والاجتماعية، إلى جانب فوائده الغذائية والنفسية، فهو جزء من تراثنا وثقافتنا، ويمثل طقسًا احتفاليًا يعيد إلينا ذكريات الطفولة ويقوي علاقاتنا بالأهل والأصدقاء.
وفي هذا التقرير، تستعرض الدكتورة هدى، الفوائد المختلفة لكعك العيد، وكيف يؤثر إيجابيًا على حياتنا.
الفوائد الاجتماعية لكعك العيد
1. تعزيز الروابط العائلية
إعداد كعك العيد عادة قديمة تجمع العائلة حول طاولة واحدة، حيث تتشارك الأمهات والجدات والبنات في تحضيره. هذه الأجواء العائلية الدافئة تعزز العلاقات الأسرية، وتخلق ذكريات لا تُنسى بين الأجيال المختلفة. فوجود الجميع في المطبخ لإعداد الكعك، سواء بالعجن أو التشكيل أو الحشو، يخلق جوًا من الألفة والتعاون.
2. تقوية العلاقات الاجتماعية
يعتبر تبادل كعك العيد بين الجيران والأصدقاء والأقارب من التقاليد العريقة، حيث يُعبِّر عن المودة والمحبة. كثير من العائلات تحرص على توزيع الكعك على الأحباب، ما يعزز الروابط الاجتماعية ويخلق جوًا من البهجة والمشاركة.
3. إحياء التراث الثقافي
يُعد كعك العيد جزءًا من الموروث الشعبي، إذ يعود تاريخه إلى العصور الفرعونية، حين كانت النساء المصريات يقدمنه كقرابين للآلهة. واستمر هذا التقليد عبر العصور، حيث كان يُوزَّع في الأعياد الإسلامية والمناسبات الدينية. الحفاظ على هذه العادة يساهم في إبقاء التراث الثقافي حيًا عبر الأجيال.
الفوائد النفسية لكعك العيد
1. تحسين المزاج والشعور بالفرحة
يرتبط كعك العيد بالذكريات السعيدة والمناسبات الاحتفالية، لذا فإن تناوله أو حتى مجرد شم رائحته يُحسِّن المزاج ويبعث على السعادة. فالكعك محمَّل بمعاني الفرح والاحتفال، مما يساعد على خلق أجواء إيجابية في المنزل.
2. الشعور بالإنجاز
إعداد الكعك في المنزل يمنح الشخص شعورًا بالإنجاز والرضا، خاصة عندما يرى نتائج مجهوده في شكل كعك لذيذ يقدمه لعائلته وأصدقائه. هذا الشعور يعزز الثقة بالنفس، خاصة عند الأطفال الذين يُشاركون في العملية ويشعرون بأنهم جزء من الحدث.
3. تقليل التوتر وتحفيز الاسترخاء
العجن والخبز من الأنشطة التي تساعد على تقليل التوتر والقلق، إذ يُعتبران من الوسائل الفعالة لتحفيز الاسترخاء. التفاعل مع المكونات، ورؤية العجين يتحول إلى كعك ذهبي اللون، يعزز الشعور بالراحة والهدوء.
الفوائد الغذائية لكعك العيد
1. مصدر جيد للطاقة
يحتوي كعك العيد على مكونات تمد الجسم بالطاقة، مثل الدقيق والسكر والزبدة، مما يجعله مناسبًا لمن يحتاجون إلى دفعة من النشاط، خاصة خلال الأعياد التي تتميز بكثرة الحركة والزيارات العائلية.
2. فوائد المكسرات والتمر
تُستخدم المكسرات والتمر في حشو الكعك، وكلاهما غني بالعناصر الغذائية المهمة. فالتمر يُعد مصدرًا جيدًا للألياف والحديد، ما يساعد في تحسين الهضم وتعزيز صحة القلب. أما المكسرات، مثل الجوز واللوز، فهي غنية بالدهون الصحية والبروتينات التي تعزز صحة الدماغ وتقلل من الالتهابات.
3. تحسين الهضم عند تناوله باعتدال
يُضاف إلى بعض وصفات الكعك مكونات مثل السمسم وحبة البركة، اللذين لهما فوائد هضمية وصحية متعددة. فالسمسم مثلًا يساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، بينما تمتلك حبة البركة خصائص مضادة للالتهابات وتقوية المناعة.
4. تأثير إيجابي على هرمونات السعادة
يحتوي الكعك على السكر والدهون التي تُحفِّز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، مما يساعد في تحسين المزاج والشعور بالراحة، لكن يُفضل تناوله باعتدال لتجنب زيادة الوزن والمشاكل الصحية.
كيفية الاستفادة من كعك العيد دون الإضرار بالصحة
رغم فوائده المتعددة، فإن كعك العيد يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون، لذا يجب تناوله باعتدال.
وفيما يلي بعض النصائح للاستمتاع به دون الإضرار بالصحة:
تقليل كمية السكر والزبدة في الوصفة: يمكن استبدال بعض الزبدة بالزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، وتقليل كمية السكر المستخدمة في العجين.
تناوله في الصباح: يُفضل تناول الكعك خلال فترة الصباح أو قبل أداء أي نشاط بدني، حتى يتمكن الجسم من حرق السعرات الحرارية.
استبدال الحشوات الغنية بالسكر بحشوات صحية: يمكن استخدام التمر أو المكسرات غير المُحلَّاة بدلًا من الحشوات السكرية.
تناوله مع مشروبات صحية: يُفضل تناوله مع الحليب أو الشاي الأخضر بدلًا من المشروبات السكرية لتقليل التأثير السلبي على نسبة السكر في الدم.
