توب ستوريشئون عربية ودولية

سوريا بعد سقوط بشار الأسد: الأوضاع الراهنة والتحديات المستقبلية

توالت الأحداث بشكل سريع ومثير في العاصمة السورية دمشق منذ فجر اليوم الأحد، إذ أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت دخول العاصمة دمشق، بينما نقلت وكالة رويترز عن مسئولين سوريين رفيعي المستوى أن بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة.

وقال ضابط سوري لرويترز، إن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى، وذلك بعد هجوم خاطف شنته المعارضة، منذ 29 نوفمبر الماضي من شمال سوريا استولت فيه على حمص وحلب وإدلب.

ومع ساعات الصباح الأولى رصدت قناة الجزيرة خروج الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية.

وقالت قوات المعارضة “نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا”، وهو سجن عسكري كبير على مشارف دمشق حيث كانت الحكومة السورية تحتجز الآلاف في ظروف غاية في القسوة كما تقول المعارضة.

وقبل دخول دمشق، كانت قوات المعارضة السورية أعلنت في ساعة متأخرة من مساء أمس سيطرتها الكاملة على مدينة حمص المهمة بعد يوم واحد فحسب من القتال، وفي المناطق الريفية جنوب غربي العاصمة، استغل شبان من السكان المحليين ومقاتلو معارضة سابقون غياب السلطات وخرجوا إلى الشوارع في تحد لحكم الأسد.

وخرج الآلاف من سكان حمص إلى الشوارع بعد انسحاب الجيش من المدينة، ورقصوا وهتفوا “رحل الأسد، حمص حرة” و”تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد”.

ومنح سقوط حمص مقاتلي المعارضة السيطرة على قلب سوريا الاستراتيجي ومفترق طرق رئيسي، مما أدى إلى فصل دمشق عن المنطقة الساحلية التي تعد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث يوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية.

ووصف زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، وهو أبرز قيادي في المعارضة المسلحة، السيطرة على حمص بأنها لحظة تاريخية وحث المقاتلين على عدم التعرض بأذى لمن يلقون أسلحتهم.

وحرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن المدينة، وغادرت قوات الأمن على عجل بعد حرق وثائق لها.

من يحكم دمشق ؟

وفي الساعات الأولى من دخول عناصر المعارضة المسلحة بهيئة تحرير الشام العاصمة السورية دمشق أصدر قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أبو محمد الجولاني تعليمات جديدة لقواته في العاصمة دمشق.

وقال إنه على فصائل المعارضة كافة في مدينة دمشق الامتناع بشكل نهائي عن الاقتراب من المؤسسات العامة، التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى تسليمها رسميا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء.

وأعلن قائد العمليات العسكرية بالمعارضة السورية أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمد الجولاني، عن أن رئيس حكومة النظام السوري السابق محمد غازي الجلالي، سيشرف على المؤسسات العامة حتى تسليمها، فيما أبدى الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.

وقال الجلالي، إنهم يمدون أيديهم إلى كل مواطن سوري حريص على الحفاظ على مقدرات البلد، ويتمنى من جميع السوريين أن يفكروا بعقلانية بشأن مصلحة وطنهم، مؤكدا إيمانه بأن سوريا لكل السوريين.

أين ذهب بشار؟

وفي وقت سابق، قال ضابطان كبيران في الجيش السوري لرويترز إن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة اليوم الأحد، في حين أعلنت قوات المعارضة دخولها العاصمة دون وجود أي مؤشر على انتشار الجيش.

وأوضحت بيانات من موقع فلايت رادار، أن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في الوقت نفسه الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة مقاتلين على العاصمة.

وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية وهي معقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي من الخريطة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button