سهرات ومشاوٍ وحلاقون أيضاً.. معتصمو بغداد باقون
يبدو أن إقامة المعتصمين في قلب العاصمة العراقية بغداد ستطول، هذا ما تشي به ليس فقط المؤشرات السياسية إنما المظاهر على الأرض.
فعلى الرغم من اختلاف المطالب السياسية بين اعتصامي التيار الصدري والإطار التنسيقي (يضمّ خصوصاً كتلة الفتح البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الخصم التاريخي للصدر)، الذي دخل أسبوعه الثالث، تتشابه يوميات المعتصمين قرب المنطقة الخضراء في بغداد وداخلها.
حتى الحلاقون
فالخيم الملونة والقدور الضخمة من الأرزّ والخضار واللحم والماء البارد لمقاومة الحرّ الشديد، تنتشر في المنطقة. كما تنتشر أيضاً بسطات المشاوي.
كل ما يتمناه المتظاهر هنا يجده، حتى الحلاقون.
وفي السياق، قال أحد منظمي اعتصام الصدريين لفرانس برس:” أحضرنا أوسدتنا من بيوتنا وجئنا”.
كما أضاف الرجل الذي ارتدى قميصاً أسود وسروال جينز والبالغ من العمر 33 عاماً “نقدّم وجبات رئيسية للمعتصمين، من الفطور إلى الغداء، والعشاء، كما أن الشاي موجود والماء البارد، وهو الأهم”.
عصير وقهوة وشاي
إلى ذلك، توزعت في باحات البرلمان، أكشاك العصير والقهوة والشاي، وبرادات المياه.. حتى إن البعض قام بذبح المواشي قبل أيام للطبخ.
أما على الطريق المؤدي إلى المنطقة الخضراء فيعتصم أنصار الإطار التنسيقي منذ نحو أسبوع مطالبين بتشكيل الحكومة.
نزاع سياسي
يذكر أنه منذ أواخر /يوليو، توزعت في محيط البرلمان أعداد كبيرة من الخيم الملونة التي نصبها مناصرو الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، تعبيرًا عن قدرته على تعبئة الشارع وسط نزاع سياسي مع خصوم، مطالبين بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
فيما ردّ الإطار التنسيقي عبر اعتصام آخر في محيط المنطقة الخضراء المحصنة، حيث توجد المؤسسات الحكومية والمقار دبلوماسية، للمطالبة بتشكيل الحكومة أولاً.
ومنذ الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي، والتي فاز فيها الصدر بأكبر كتلة نيابية تعيش البلاد أزمة سياسية، لكنها تفاقمت أكثر الشهر الماضي مع ارتفاع منسوب التوتر بين الصدر والتنسيقي، بعد ترشيح الأخير السوداني لرئاسة الحكومة.