
قام وفد من مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير بزيارة إلى الكنيسة الكاثوليكية في مدينة داكار عاصمة السنغال، وذلك في إطار مشاورات موسعة تهدف إلى تعميق مفهوم السلام وفق المفاهيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز ثقافة التعايش والحوار بين مختلف المعتقدات.
ترأس الوفد الإعلامي الأستاذ مجدي طنطاوي المدير العام لمؤسسة رسالة السلام، وشارك في الزيارة القس الدكتور جرجس عوض الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام بالقاهرة، والأستاذ الحاج محمد الأمين أمين مؤسسة رسالة السلام في إسبانيا. وكان في استقبال الوفد الأب جان نويل ديوف نائب الكاردينال للكنيسة الكاثوليكية في داكار “كنيسة سيدة الانتصارات”، حيث جرت مناقشات ثرية اتسمت بالروحانية والود المتبادل.
وخلال اللقاء، استعرض القس الدكتور جرجس عوض الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام بالقاهرة القيمة الكبرى للسلام في تعاليم السيد المسيح عليه السلام، موضحًا أن السلام لا يقتصر على بعد واحد، بل يتجسد في مستويات متعددة تشمل:
السلام مع الله: من خلال التوبة الصادقة، والإيمان العميق، والقبول بمحبة الله.
السلام مع الذات: عبر التوافق الداخلي والتصالح مع النفس، بما يحقق الاستقرار الروحي والطمأنينة القلبية.
كما قدم شرحًا وافيًا لأهداف مؤسسة رسالة السلام، والتي تتمثل في:
1. تحقيق مبدأ الأخوة الإنسانية من خلال تواصل الحضارات وتقريب المسافات بين البشر في مختلف قارات العالم.
2. إرساء قيم الخطاب الإلهي القرآني القائم على الرحمة والعدل والمساواة وحرية الاعتقاد والتعاون الإنساني.
3. مكافحة التعصب الديني، وتأكيد مبدأ التعددية العقائدية استنادًا إلى القاعدة القرآنية الراسخة: “لا إكراه في الدين” (البقرة: 256).
4. تشجيع ثقافة التعايش والتسامح، واحترام التنوع الثقافي والديني بين الشعوب.
5. تصحيح المفاهيم الذهنية المغلوطة عن الإسلام، والتأكيد على أن القرآن الكريم هو دين صلاة وتضامن وسلام، لا عنف ولا طائفية.
6. العودة إلى خطاب التنوير الذي يكرّم العقل ويعزز حرية الفكر والإبداع.
7. تفعيل الحوار الديني والثقافي باعتباره أساسًا لتجاوز الصراعات الدينية والسياسية التي تعاني منها المجتمعات.
8. تنمية البرامج التربوية الموجهة لتعزيز الأخلاق والسلوك القويم بين الأجيال، بما يساعد في مواجهة الأزمات الاجتماعية المختلفة.
وقد أعرب الأب جان نويل ديوف عن إعجابه الكبير بالكلمة التي ألقاها القس الدكتور جرجس عوض، مشيدًا بعمق الفكر الذي تحمله مؤسسة رسالة السلام، ومؤكدًا تقديره الخاص للشخصية الفكرية والإنسانية للمفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، الذي يشكل مرجعًا أساسيًا في الدعوة إلى التعايش السلمي، والتأكيد على قيم الرحمة والعدل والتسامح التي يحتاجها العالم اليوم.






