روسيا تستخدم “تليجرام” لاستقطاب أشخاص جدد للتعبئة العسكرية
كل شىء يستخدم في الحرب ، حتى الأدوات التي صنعها أعداءك بأيديهم ، هذه هي القاعدة التي تنتهجها روسيا في الوقت الراهن ، بعدما استعانت بتطبيق تلغرام لإلحاق الشباب بالجيش الروسي .
لجأت السلطات الروسية، إلى الاعتماد بشكل مكثف على تطبيق ”تلغرام“، لإقناع المواطنين بمزايا التجنيد والانضمام للقوات المسلحة، وسط استمرار العمليات العسكرية في أوكرانيا، وذلك بعد 4 أعوام من محاولة حظر التطبيق.
وكان الجيش الروسي أعلن في 21 سبتمبر، عن استدعاء نحو 300 ألف جندي احتياط في نطاق التعبئة الجزئية للقوات.
وسبق ذلك إصدار رئيس البلاد فلاديمير بوتين، أوامر بتعزيز القوات المسلحة بـ137 ألف جندي إضافي، ليتجاوز بذلك عدد أفراد الجيش أكثر من مليوني جندي.
ووفق موقع ”إم أي تكنولوجي ريفيو“، فإن السلطات الروسية ”بدأت معركة موازية على تلغرام لمواجهة القوى الحزبية والمعارضة التي تقدم للرجال طرقا محتملة للفرار من البلاد وتجنب الالتحاق بالجيش الروسي“.
وقالت ألينا إبييفانوفا، وهي زميل باحث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية ومتخصصة في الشؤون الروسية: ”تلغرام يتمتع بخصوصية في روسيا حيث يعتبر رمزا للحرية على الإنترنت“.
واعتبرت أن تلغرام ”يعد أحد المنصات القليلة التي نجت من محاولات روسيا لقمع حرية التعبير عبر الإنترنت ضد زعيمها“.
وأشار الموقع في تقرير له، إلى أنه ”في العام 2018، حاولت السلطات الروسية حظر تلغرام كجزء من حملة أوسع على التطبيقات على الإنترنت، لكنها فشلت، بسبب مهارة المستخدمين في استخدام تطبيقات في بي إن وهي عملية إنشاء شبكة إنترنت افتراضية خاصة تعمل على تشفير اتصالك بالإنترنت وتمنع عمليات تتبع نشاطك على الويب“.
وذكر الموقع أنه ”بعد الفشل في التغلب على تلغرام، قررت الحكومة الروسية الانضمام إليها وأنشأت قنواتها الخاصة التي تغذي السرديات المؤيدة للكرملين في الفضاء الإلكتروني“.
وبحسب، إبييفانوفا، فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، أصبح تلغرام ”مصدرا مهما للمعلومات حول الحرب بشكل عام، حيث يشارك كلا الجانبين (موسكو وكييف) تحديثات يومية حول مكاسبهما العسكرية وخسائر الخصم لجمهور من المؤيدين المحليين والمتفرجين الدوليين“.
وأضافت أنه ”بعد إعلان بوتين استدعاء الاحتياط، بدأت قنوات تلغرام الموالية للكرملين تصطف بإخلاص وراء خطط الزعيم“.
وقال إيليا يابلوكوف، المحاضر في الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة شيفيلد، إن ”إحدى قنوات تلغرام الموالية للنظام الروسي، تعمل كمنظمة للرد السريع لمحاربة الروايات التي تنتقد سياسات الدولة الروسية“.
وذكرت يابلوكوف: ”لقد كان رد فعلهم سريعا بالأمس على الأخبار التي تتحدث عن احتمال تجنيد روسيا مليون رجل في الحرب في أوكرانيا“.
وأشار إلى ”نشر قناة تلغرام الرسمية التابعة لوزارة الدفاع الروسية رسالة تبرر قرار بوتين للتعبة كدليل على الدعم العام لهذه الخطوة.
وأضاف يابلوكوف: ”يحاول الكرملين (الرئاسة الروسية) الرد بسرعة؛ لأنه يدرك أنها لحظة صعبة وموضوع صعب.. عليهم أن يشنوا حربًا من أجل كسب القلوب والعقول أيضا“
في غضون ذلك، كانت قنوات تلغرام أخرى موالية للكرملين تنشر صورًا من مكاتب تعبئة حيث يقوم رجال بالتسجيل طواعية للقتال بجانب قوات بلادهم، وذلك للترويج لفكرة أن الحرب التي يخوضها بوتين عادلة ويمكن الفوز بها.
وذكر الموقع أنه ليس من المؤكد حتى الآن ما إذا كان مسار الدعاية الروسية الرسمية عبر تلغرام ناجحا أم لا.
وأضاف أنه على الرغم من كل العمل الذي تقوم به الحكومة لمحاولة السيطرة على السرد عبر تلغرام، هناك معارضة نشطة على المنصة نفسها تعمل على تقويضها وتقديم الدعم لمن يريدون الفرار من البلاد وتجنب التجنيد بشتى الطرق.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التعيئة الجزئية لقوات الاحتياط الأسبوع الماضي ، فيما تحدثت تقارير عن فرار العديد من الشباب خارج البلاد .