روائح ترتبط بالذاكرة.. لماذا رائحة معينة تعيد لك ذكريات قديمة فجأة؟

هل حدث أن مررت في الشارع، فشعرت أن رائحة خبز طازج أو عطر قديم أعادتك فجأة سنوات للوراء، إلى لحظة ربما كنت قد نسيتها؟ هذا ليس سحرًا، بل علم يفسر كيف تلعب الروائح دورًا قويًا في استدعاء الذكريات والمشاعر.

الرابط بين الشم والذاكرة

الجهاز الشمي في الإنسان يرتبط مباشرة بجزء من الدماغ يُسمى الجهاز الحوفي، المسؤول عن العاطفة والذاكرة طويلة المدى. لهذا السبب:

الروائح تصل للذاكرة العاطفية أسرع من أي حاسة أخرى.

استنشاق رائحة معينة يمكن أن يطلق موجة من المشاعر المرتبطة بتجربة ماضية.

كيف تعمل هذه الآلية؟

عند استنشاق رائحة، تنتقل الجزيئات إلى مستقبلات في الأنف.

يتم إرسال إشارات مباشرة إلى “اللوزة الدماغية” و”قرن آمون”، وهما مركزان أساسيان للذاكرة والعاطفة.

النتيجة: استدعاء صورة أو مشهد أو إحساس مرتبط بالرائحة، حتى لو مرّت سنوات طويلة.

أمثلة قريبة من حياتنا

رائحة المطر: تعيد للبعض ذكريات الطفولة أو اللعب في الشارع.

عطر قديم: قد يذكرك بشخص عزيز أو مناسبة خاصة.

رائحة الطعام: وجبة معينة قد ترتبط بذكريات مع العائلة أو الأعياد.

الروائح والذاكرة العلاجية

يدرس العلماء اليوم ما يُعرف بـ”العلاج بالروائح” لمساعدة:

مرضى ألزهايمر على استدعاء الذكريات.

الأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق عبر روائح تهدئ الجهاز العصبي.