رغم إنتاجه الضخم.. أعرف أسباب فشل “أهل الكهف” في المنافسة
بات الفيلم المصري “أهل الكهف” مهددًا بالانسحاب من خريطة السينما، بعد فشله في المنافسة على كعكة الإيرادات، إذ اكتفى أمس بتحقيق 20 ألف جنيهًا مصريًّا متذيلًا قائمة الإيرادات يومية للأفلام.
وبلغت إجمالي إيرادات فيلم أهل الكهف، في 9 أسابيع عرض بالسينما نحو 14 مليون جنيه، إذ لم يستطع المنافسة أمام الأفلام التي طرحت بالتزامن معه في موسم عيد الأضحى الماضي، وهي أفلام “ولاد رزق 3″ و”اللعب مع العيال” و”عصابة الماكس”.
وجاءت إيرادات “أهل الكهف” مخيبة للآمال، خاصة أن الفيلم المأخوذ عن مسرحية للأديب الكبير توفيق الحكيم، كلف ميزانية ضخمة، بسبب محاكاته لزمن قديم، استلزم ملابس وديكورات مكلفة، فضلًا عن قصته المشوقة التي توحي بأن الفيلم سينافس على قمة هرم الإيرادات السينمائية.
وخلال هذا التقرير نستطلع آراء النقاد حول الأسباب التي أدت إلى فشل الفيلم على المنافسة في 21 إيرادات عيد الأضحى.
ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس، أن السبب في تحقيق الفيلم الذي وصفته بـ”الجيد” إيرادات ضعيفة، هو فقر الدعاية له، إذ لم يأخذ حقه في الدعاية مثل باقي الأفلام، الأمر الذي أثر تأثيرًا كبيرًا في الإيرادات، بحسب قولها.
وأضافت ماجدة موريس، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”: “الفيلم جيد الصنع، فبرغم قصته التي تعود إلى الماضي، والتي احتاجت إلى جهد أكبر في السيناريو لتعزيز رؤيته، فإنه يقدم رؤية مهمة تجمع الماضي بالحاضر، وهي أهمية الحرية وقيمتها في حياة الإنسان في أي زمن”.
وتابعت: “استطاع المخرج أن يطرح علينا هذه الرؤية باختيارات جيدة للممثلين، وعناصر التصوير والمونتاج والمكساج والموسيقي، إضافة للمعارك وإن ازدادت مساحتها ووقتها، فنحن أمام فيلم جمع بين الماضي والحاضر في طرحه الفكري، وأسلوبه الفني القوي، والجذاب، ومع مجموعة من أهم الممثلين وأقواهم”.
وأكدت الناقدة المصرية أن الدعاية أمر مهم للغاية للتعريف بالفيلم، وإهمالها يقضي على حظ الفيلم في المنافسة على الإيرادات، مضيفة: “هذا الفيلم رغم أنه جيد الصنع، فإنه لم يسمع الجمهور عنه كثيرًا بسبب إهمال شركة الإنتاج في الدعاية له”.
وقال الناقد المصري أحمد سعد الدين، لـ”إرم نيوز”، إن “أهل الكهف” جيد الصنع، لافتًا أن تراجع الإيراد يعود إلى أسباب كثيرة من بينها السيناريو، فضلًا عن المنافسة الشرسة مع أفلام لها ثقلها.
وأضاف سعد الدين: “يوجد مشكلة كبيرة في السيناريو، خاصة أنه مأخوذ عن مسرحية أدبية، وإن كانوا حاولوا التجديد فيه بشكل ما، ويوجد سبب آخر أكثر تأثيرًا وهو توقيت العرض؛ لأن جمهور العيد له مواصفات خاصة يحتاجها في العمل الذي يقرر مشاهدته، فإما أن يكون كوميديًّا يساعده على الخروج من ضغوط الحياة، وإما فيلم أكشن؛ لأن أغلب الجمهور شباب صغيرة يميلون إلى أفلام الحركة، والفيلم افتقد العنصرين”.
ولفت الناقد الفني أن من ضمن عيوب توقيت عرض الفيلم، أنه عرض في وقت واحد مع مجموعة من الأفلام أهمها فيلم “ولاد رزق 3″، والذي استحوذ على معظم إيرادات العيد في العالم العربي، فقلل من نصيب فيلم “أهل الكهف”، على حد قوله.
وأشار إلى أن كل الأسباب السابقة بجانب أن الفيلم لم تجرِ الدعاية له بالشكل الذي يستحق، حتى إن الجمهور لم يكن يعلم بموعد العرض.
وتابع: “من الأسباب المهمة أيضًا أن الفيلم يفتقر وجود نجم شباك يجذب الجمهور، فبرغم أن خالد النبوي ممثل جيد جدًّا، ولكن مواصفات النجم تختلف عن مواصفات الممثل، فالجمهور يخرج من منزله ويذهب للسينما من أجل نجمه المفضل، وخالد النبوي ليس من بين هؤلاء”.