رصاصات أوروبية الصنع تستخدم “لقمع الاحتجاجات” في إيران
الغاز المسيل للدموع والرصاص وكرات الطلاء وقذائف البنادق التي تستخدمها قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع “هي من صناعة أوروبية”
توصل تحقيق أجراه فريق “فرانس 24 ” إلى أدلة تظهر “استخدام رصاص شركة (شديت) الفرنسية الإيطالية لقمع الاحتجاجات في إيران”.
كما أفاد تقرير نشره موقع إذاعة “صوت أمريكا” بالنسخة الفارسية، السبت، بأنه “تم استخدام تلك الرصاصات على نطاق واسع في إيران منذ عام 2011، ويعد هذا انتهاكًا واضحًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ في ذلك العام”.
وبحسب التقرير، “طلب فريق مراقبة فرانس 24 في تحقيقهم من الإيرانيين إرسال صور الذخيرة المستخدمة في قمع الاحتجاجات”.
وأضاف: “حلل الفريق أكثر من مائة صورة وفيديو تظهر الغاز المسيل للدموع والرصاص وكرات الطلاء وقذائف البنادق التي تستخدمها قوات الأمن الإيرانية على نطاق واسع، بأنها صناعة أوروبية”.
وتابع: “في حين أن معظم قذائف البنادق التي تم تصويرها صُنعت في إيران، فإن 13 قذيفة تم العثور عليها في ثماني مدن إيرانية مختلفة كانت تحمل شعار شركة شديت”.
وأوضح التقرير الأوروبي: “تم استخدام الرصاص من ماركة شديت على نطاق واسع من قبل قوات الأمن في الجمهورية الإسلامية لسنوات”.
وقال عنصر في قوات الأمن الإيرانية لـ “فرانس 24″، إن “وحدته تتلقى أحيانًا خراطيش صيد”.
وشديت (Cheddite) لديها مصانع في إيطاليا وفرنسا، ومقرها في ليفورنو بإيطاليا، وبورج ليه فالينس في مقاطعة دروم جنوب شرق فرنسا.
وقال شهود عيان لـ “فرانس 24” إن “قوات الأمن تحاول عادة جمع التقيؤ الفارغ من الأرض وعدم ترك أي شيء وراءها”.
وأوضح رجل أرسل صورة للرصاص إلى الفريق لفرانس 24: “عندما يطلقون النار على الناس، يحاولون دائماً التقاط قذائف فارغة من الأرض، هذا سقط في مكان ما في الظلام، ولم يروا ذلك، وعندما غادروا تمكنت من العثور عليه”.
كما أرسل فريق “منظمة 1500” الإيرانية، الذي يوثق احتجاجات 2022، صوراً إلى مراقبي فرانس 24 تظهر 10 خراطيش أخرى من ماركة شديت، وأعلنت هذه المجموعة عن اكتشاف هذه الخراطيش في مدن شيراز وكرج ورشت وسنندج وكامياران.
وقال أحد أعضاء قوات الباسيج الإيرانية، الذي كان نشطًا في قمع احتجاجات 2022، إنه “تم إعطاؤهم خراطيش صيد غير مميزة ومليئة بالرصاص تسببت في إصابات طفيفة في جميع أنحاء الجسم” من الضحايا.
جدير بالذكر أن 140 طبيب عيون أعلنوا في رسالة وجهوها إلى رئيس جمعية طب وجراحة العيون الإيرانية، أن “عدداً كبيراً من المواطنين فقدوا بصر إحدى العينين أو كلتيهما بسبب إصابتهم بالرصاص وكرات الطلاء أثناء جهود الحكومة لقمع الانتفاضة الثورية للشعب الإيراني”.
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة “هرانا” الحقوقية الإيرانية، اليوم السبت، عن حصيلة قتلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران منذ بداية الاحتجاجات في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي وحتى أمس الجمعة.
وقالت المنظمة إن “عدد القتلى ارتفع إلى 448 شخصاً بينهم 63 من الأطفال والمراهقين و57 من قوات الأمن”، مشيرةً إلى أن “عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في مختلف المدن بلغ 18 ألفًا و 170 شخصًا”، تم تحديد هوية “3 آلاف و312 شخصًا” حتى الآن.
منقووول