من المعروف بأن عدوى كورونا تؤثر في الكثير من الحالات على حاسة الشم، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن فيروس كورونا قد يساهم في تغيير رائحة الأشياء تماما فقد تشم رائحة الورود الجميلة على أنها رائحة ورق محترق كما يمكن أن تتحول العديد من الروائح الجميلة إلى رائحة مطاط محترق أو روائح الصرف الصحي والقمامة والطين والبنزين، وهي حالة تدعى طبيًا بالـ “باروسميا”.
ماهي الباروسميا ؟
يقول الدكتور مجدي ادوال استشاري الأمراض الصدرية أن الباروسميا هي إحدى اضطرابات حاسة الشم المرتبطة بمضاعفات فيروس كورونا مع ظهورها في المتوسط بعد ثلاثة أشهر من الإصابة الأولية.
وأضاف أنه تؤدي الباروسميا إلى اضطرابات الرائحة التي تصبح فيها الروائح مشوهة على سبيل المثال قد تتحول رائحة شيء كانت رائحته زكية إلى سيئة أو فاسدة، مشيرا إلى أنه نظرًا لأن الرائحة والطعم مرتبطان ارتباطًا وثيقًا يمكن أن يكون للباروسميا أيضًا تأثير سلبي على التذوق والأكل، فبالنسبة لشخص يعاني من باروسميا يمكن أن تصبح الأطعمة التي كانت فاتحة للشهية في السابق غير مستساغة.
أعراض الباروسميا
وأشار الدكتور مجدي الدوال إلى أنه قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من باروسميا أيضا: انخفاض الشهية، فقدان الوزن، وهناك أيضا خطر متزايد من عدم ملاحظة المخاطر في المنزل، مثل عدم القدرة على شم رائحة الطعام أو الدخان أو الغاز المحترق.
ولفت إلى أنه قد يكون العمر والجنس أحد عوامل الإصابة بالباروسميا إذ وجدت إحدى الدراسات التي شملت ٢٨٦ شخصا يعانون من باروسميا بعد كوفيد-١٩ أن 70.1 % منهم يبلغون من العمر ٣٠ عامًا أو أقل و73.5% من الإناث
ولا يزال الباحثون يحاولون تحديد مدى شيوع الباروسميا بعد كوفيد-١٩ إذ إحدى الدراسات أن النسبة تصل إلى ١٠٪ وكذلك وجدت الدراسة نفسها أن نصف هؤلاء الأشخاص أبلغوا عن بداية مفاجئة للضيق، في حين أبلغ النصف الآخر عن بداية تدريجية
كيف تتعامل مع الباروسميا؟
يبدو أن الوقت هو أفضل دواء لاستعادة حاسة الشم الطبيعية، ولكن في غضون ذلك يوصي الأطباء بغسل الأنف وتحريك الرأس في أوضاع مختلفة عند استنشاق روائح تبدو كريهة. كما ينصح الأطباء بتناول الطعام بدرجة حرارة الغرفة، وتجنب الأطعمة الحارة أو الدهنية أو المقلية.
وهناك أيضًا تمارين إعادة التدريب على الرائحة، مثل شم أربع روائح مختلفة مرتين في اليوم، كالورود والليمون والقرنفل والبصل.