رئيس تحرير صحيفة مصرية يسلط الضوء على مؤلفات المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي
سلط الكاتب الكبير عصام كامل رئيس تحرير صحيفة فيتو المصرية، الضوء على مؤلفات المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء الحمادي، في مقال حمل عنوان ” الخطاب الديني والخطاب الإلهي” ويعد هذا العنوان أحد عناوين مؤلفات المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء الحمادي.
وأشار الكاتب عصام كامل إلي أنه أطلع على عدد من مؤلفات المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء الحمادي، حيث أطلع على كتب وثيقة الدخول في الإسلام، ورسالة الإسلام رحمة وعدل وحرية وسلام، والخطاب الديني والخطاب الإلهي، وجاء نص مقال الكاتب عصام كامل الذى نشر في الموقع الإلكتروني لصحيفة فيتو كالتالي:
كنت قد انتهيت من قراءة أولية له قبل أسبوع ثم عدت إليه مرة أخرى في قراءة متأنية، والحق أقول إنها كانت قراءة ممتعة حيث إنه من كتب السكينة التي تثير في نفسك هدوءا نفسيا مدهشا، وكتاب رسالة الإسلام.. رحمة وعدل وحرية وسلام اختار صاحبه أسلوبا شائقا يمكن تصنيفه تحت شعار السهل الممتنع، تتنقل بين فقراته بحيث تستطيع أن تنتهي منه في ساعتين من السباحة الهادئة.
وفكرة المؤلف قائمة على التفريق بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي؛ فالخطاب الديني من وجهة نظر علي الشرفاء الحمادي الباحث والكاتب هو خطاب الذين تآمروا على الإسلام بخلق روايات تتعارض مع النص القرآني أما الخطاب الإلهي فهو الذي جاء بالقرآن دون غيره.
لن يكون صعبا عليك أن تكتشف أن المؤلف يعتمد في أسانيده على القرآن الكريم دون السنة النبوية معزيا ذلك إلى أن آيات القرآن لا لبس فيها، بينما يرى المؤلف وهو يفصح عن ذلك صراحة أن التراث يقف وراء التحزب والاختلاف وضم روايات تتعارض مع الخطاب الإلهي.
يعرج المؤلف بين سطور كتابه إلى الفكرة الرئيسية للدين الخاتم مستدلا من آيات القرآن الكريم التي تمنح الإنسان قدرا عظيما من الحرية والسلام والرحمة ومن هنا فإن الخطاب الإلهي هو خطاب للإنسانية جمعاء يصون كرامتها ويحفظ لها سعادتها وينشئ مجتمعا متحابا ومتراحما وقادرا على الإيفاء برسالة الإنسان على الأرض.
ولن يكون صعبا أيضا أن تفهم من سياق كل مؤلفات الباحث والكاتب علي الحمادى أنه ضمن جماعة القرآنيين التي ترى أن هناك أحاديث أدخلت على السنة النبوية بها قدر ليس يسيرا من التعارض مع النص القرآني، تذكرت بعد الانتهاء من قراءة النص الوارد في رسالة الإسلام عندما صدر كتاب حد الردة للدكتور أحمد صبحي منصور مع بدايات تسعينيات القرن الماضى.
كنت أعمل بجريدة الأحرار المعارضة وكان تكليف الأستاذ وحيد غازى رئيس التحرير في حينها –عليه رحمة الله- بعرض الكتاب على صفحة كاملة يعد مغامرة غير محسوبة، آثار كتاب منصور جدلا واسعا ساعتها وواجه حملة شرسة لم تنته حتى بعد خروجه من مصر والعيش بالولايات المتحدة الأمريكية.
ظلت تلك القضية تشغلني إلى أن التقيت بالدكتور طه جابر العلواني وهو من خريجي الأزهر المنفتحين وله تجربة عظيمة الأثر في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أنشأ جامعة إسلامية هناك وخاض واحدة من معارك التجديد.
كان لدى الدكتور طه جابر العلوانى وهو عراقى الأصل مشروع مبهر سجلت معه عدة حلقات لم تنشر حتى الآن بسبب وفاته المفاجئة عليه رحمة الله.
تقوم فكرة الدكتور طه جابر العلوانى على عرض الحديث على القرآن الكريم وما توافق معه أخذنا به وما تنافر استبعدناه وكان الرجل قد تحدث مع رجال دين كثر في مصر وغيرها لبدء هذا المشروع تحت مظلة يكون لها قدرها على المستوى الشعبى والرسمي.
رحل الدكتور طه جابر العلوانى وظلت فكرة التعارض بين بعض الأحاديث المروية وبين النص القرآنى ليستمر الخلاف وتطل الأزمات برأسها يوما بعد آخر.