رأس السنة الهجرية.. اعرف فضل صيام شهر الله المحرم
شهر المحرم، تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال العام الهجري الجديد 1444 إذ يحل علينا شهر الله المحرم يوم السبت الموافق 30 يوليو الجاري، وروى الإمام مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاَةُ اللَّيْلِ».
وروى البخاري عَنْ أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهور عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» -سورة التوبة الآية 36- ومن الأشهر الحرم شهر الله المحرّم وهي أشهر عظمها الله جل وعلا.
وفي شهر الله المحرم يوم عاشوراء، ويستحب صيام هذا اليوم لما فيه من فضل كبير؛ فعن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة».
وروى أَبو بَكْرَةَ رضي الله عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
إجازة رأس السنة الهجرية
إجازة رأس السنة الهجرية 1444، تصدرت تلك العبارة ضمن قائمة الأكثر بحثًا على محرك البحث العالمي «جوجل»؛ إذ يبدأ الاحتفال برأس السنة الهجرية الجديدة من مغرب يوم الجمعة المقبل الموافق 29 يوليو الجاري، وحتى مغرب يوم السبت، ووفقًا للحسابات الفلكية فإن غرة شهر المحرم يوم السبت الموافق 30 يوليو الجاري.
وبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن هلال شهر المحرم يولد بعد حدوث الاقتران، وتحديدًا في تمام الساعة 7:56 مساء يوم الخميس 29 ذي الحجة، والذي يوافق 28 من يوليو الجاري، وهو يوم ثبوت رؤية هلال شهر المحرم لسنة 1444 للهجرة النبوية المشرفة شرعًا .
ووفقًا للحسابات الفلكية التي غالبًا ما تتوافق معها الرؤية الشرعية، فإن يوم السبت المقبل هو أول أيام شهر المحرم للعام الهجري الجديد 1444.
إجازة رأس السنة الهجرية 1444
وأعلن مجلس الوزراء اعتبار يوم السبت المقبل إجازة رسمية بمناسبة الاحتفال برأس السنة الهجرية، للقطاعين العام والخاص، والهيئات والمصالح الحكومية؛ والوزارات، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام، وشركات قطاع الأعمال العام وشركات القطاع الخاص وذلك بمناسبة رأس السنة الهجرية.
ونحن يفصلنا عن استقبال العام الهجري الجديد يومان، فإن شهر الله المحرّم أول شهور العام الهجري فيه فضل كبير بشر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين به فقال كما عند الإمام مسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحَرَّم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل»، وفي شهر الله المُحَرَّم عاشوراء وهو يوم مبارك.
لماذا سمي المحرم بهذا الاسم؟
ولتسمية شهر المحرم به الاسم فائدة لطيفة، نذكر فيها ما قاله الحافظ السيوطي حين سُئل: لِمَ خصَّ المُحَرَّم بقولهم شهر الله دون سائر الشهور، مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان؟ فقال الإمام السيوطي: وجدت ما يُجاب به، بأن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور، فإن اسمها كلَّها على ما كانت عليه في الجاهلية، وكان اسم المُحَرَّم في الجاهلية صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلما جاء الإسلام سمَّاه الله المحرم، فأضيف إلى الله تعالى بهذا الاعتبار، وهذه فائدة لطيفة رأيتها في الجمهرة.
وقال ابن علان شارح «الأذكار للنووي»: ونقل ابن الجوزي أن الشهور كلَّها لها أسماء في الجاهلية غير هذه الأسماء الإسلامية، قال: فاسم المُحرم بائق، وصفر نفيل، وربيع الأول طليق، وربيع الآخر ناجز، وجمادى الأولى أسلح، وجمادى الآخر أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش. -بحسب islamonline-
وجاء في خطط المقريزي أن العرب كانت تُسمى الشهور بالأسماء الآتية عند ثمود وهي:-
1 ـ موجب = المحرَّم
2 ـ موجر = صفر
3 ـ مورد = ربيع الأول
4 ـ ملزم = ربيع الآخر
5 ـ مصدر = جمادى الأولى
6 ـ هوبر = جمادى الآخرة
7 ـ هوبل = رجب
8 ـ موها = شعبان
9 ـ ديمن = رمضان
10 ـ دابر = شوال
11ـ حَيْقَل = ذو القعدة
12 ـ مسيل = ذو الحجة
وورد عن المقريزي قوله: كانوا يسمونها بأسماء أخرى وهي:-
مؤتمر، ناجر، خوان، صوان، حنتم، زيا، الأصم، عادل، بايق، دعل، هواع، برك، وقال سموها بعد ذلك بالأسماء المعروفة الآن.