دقات قلب الطفل سريعه: الأسباب والحالات التي تستدعي القلق
تُعَدّ دقات قلب الطفل سريعه من الأمور التي قد تثير قلق الأهل، خاصّةً إذا كانت غير مرتبطة بأيّ نشاط بدني أو حال طبيعيّة. غالبًا ما يكون معدّل ضربات القلب لدى الأطفال أعلى من الكبار نظرًا لطبيعة نموّهم السريع وحاجتهم لمزيد من الأوكسجين. ومع ذلك، هناك أوقات تستدعي فيها هذه الظاهرة الانتباه والمتابعة الدقيقة.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب تسارع دقّات قلب الأطفال، متى تكون خطيرة وتستدعي التدخّل الطبّي، إضافةً إلى طرق علاج ضربات القلب السريعة في المنزل.
لماذا نبض الطفل سريع؟
تتعدد الأسباب التي تجعل دقات قلب الطفل سريعه ، بعضها طبيعي ناتج عن التطوّر الجسدي السريع للطفل، وبعضها الآخر قد يشير إلى وجود مشكلة صحيّة تحتاج إلى علاج. إن إدراك هذه الأسباب قد يساعد الأهل في التفريق بين الحالات الطبيعية والمقلقة. لذا سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:
- النشاط البدني: عندما يمارس الطفل أيّ نشاطٍ بدني مثل الجري أو اللعب، ترتفع دقّات قلبه بشكلٍ طبيعي لتلبية حاجة الجسم المتزايدة للأوكسجين. يكون هذا التزايد مؤقّتًا وسرعان ما يعود إلى المعدّل الطبيعي بعد الراحة.
- الحمى: ترتفع دقات القلب عادةً مع ارتفاع درجة حرارة الجسم الطبيعيّة لدى الأطفال، حيث يقوم القلب بضخّ الدم بشكل أسرع لتبريد الجسم والتخلّص من الحرارة الزائدة. كلما ارتفعت الحرارة، زادت سرعة ضربات القلب. وهذا ما أكّه موقع Mayo Clinic Health System في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “Effects of hot weather, humidity on blood pressure, heart“.
- التوتّر والخوف: تُعد مواجهة مشاعر التوتّر والقلق من العوامل التي تؤدّي إلى زيادة إفراز الأدرينالين في الجسم، ممّا يؤدّي بدوره إلى تسارع دقّات القلب. غالبًا ما يظهر ذلك بشكل مؤقت عندما يواجه الطفل موقفًا مخيفًا أو غير مألوف.
- فقر الدم: تُعَدّ المعاناة من فقر الدم الحاد من الحالات التي تتسبّب في نقص الأوكسجين في الدم، ممّا يدفع القلب للعمل بشكلٍ أسرع لتعويض النقص. تتطلب هذه الحال متابعة طبيّة وعلاجٍ مناسب.
- فرط نشاط الغدة الدرقيّة: بحسب موقع Ethos Endocrinology في مقالة نُشِرَت عبره تحت عنوان “4 Important Cardiac Effects of Hyperthyroidism”، يؤثّر فرط نشاط الغدة الدرقيّة على وظائف الجسم بشكلٍ عام، بما في ذلك تسارع دقات القلب. في هذه الحال، يكون التشخيص المبكر والعلاج ضروريين للحفاظ على صحّة الطفل. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
متى تكون دقات القلب خطيرة عند الأطفال؟
عندما تصبح دقات قلب الطفل سريعه تكون غير خطيرة عندما تحدث بسبب عوامل طبيعية ومؤقّتة مثل ممارسة النشاط البدني أو الحمّى. ولكن هناك حالات تستدعي الانتباه، خاصّةً إذا كانت دقات القلب غير منتظمة أو ترافقها عوارض أخرى سنكشف لكِ عنها في ما يلي:
- استمرار التسارع لفترة طويلة: إذا استمرّت دقات قلب الطفل سريعه لفترةٍ طويلة بعد التوقّف عن ممارسة النشاط البدني أو بعد انخفاض الحرارة، قد يكون هناك مشكلة تستدعي زيارة الطبيب. على الأهل متابعة الوقت الذي يستغرقه القلب للعودة إلى حاله الطبيعيّة بعد ممارسة النشاط.
- الترافق مع عوارض أخرى: عندما تكون سرعة دقّات القلب مصحوبة بعوارض مثل ضيق التنفّس، الإغماء، أو الشعور بآلام في الصدر، يجب على الأهل التحرّك فورًا واستشارة الطبيب، حيث قد تشير هذه العلامات إلى وجود مشاكل خطيرة في القلب.
- عدم انتظام دقّات القلب: يمكن أن يكون عدم انتظام ضربات القلب علامة على اضطراب في النظام الكهربائي للقلب. في هذه الحالات، يُفضَّل إجراء تخطيط قلب وفحص شامل للتأكّد من صحة القلب.
- التعرّق المفرط والشحوب: إذا كانت سرعة دقّات القلب مصحوبة بالتعرّق الشديد أو الشحوب المفاجئ، فهذا قد يشير إلى وجود مشكلة تستدعي التدخّل الطبّي السريع.
علاج ضربات القلب السريعة في المنزل عند الأطفال
في بعض الأحيان، يمكن التعامل مع دقات قلب الطفل سريعه في المنزل إذا كانت الأسباب معروفة وغير مقلقة. إليك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لتهدئة دقات قلب الطفل بشكل طبيعي:
- الراحة والتهدئة: عندما تكون دقات قلب الطفل سريعة بسبب النشاط البدني أو التوتّر، يُفضَّل منح الطفل فرصة للحصول على الراحة في مكانٍ هادئ. فالتأكّد من أنّه يحصل على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يساعد في تهدئة النبض بشكلٍ طبيعي.
- الترطيب الكافي: يساعد شرب كميّة كافية من الماء على تحسين تدفّق الدم وتوازن السوائل في الجسم. في حالات الجفاف، يمكن أن يرتفع معدّل دقات القلب لتعويض نقص السوائل.
- التحكّم في الحمّى: إذا كانت دقات القلب السريعة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجسم، يمكن استخدام الأدوية الخافضة للحرارة أو الكمّادات الباردة. غالبًا ما يؤدي تخفيض الحمى إلى استقرار دقات القلب.
- تمارين التنفس العميق: يمكن أن يساهم تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والبطيء في تهدئة دقات القلب. يمكن للأهل مساعدة الطفل على التركيز على التنفس ببطء، مما يساعد على تخفيف شعوره بالتوتّر وتهدئة الجهاز العصبي.
- الزيوت العطرية: قد تساعد بعض الزيوت العطرية مثل زيت اللافندر في تهدئة الجهاز العصبي وخفض التوتّر، ممّا يؤثّر إيجابيًا على معدّل ضربات القلب.
مع ذلك، يُفضَّل دائمًا مراجعة الطبيب قبل اتّباع أيّ نصيحة، خاصّةً إذا استمرّت العوارض أو إذا كانت دقات قلب الطفل سريعة بشكلٍ مقلق.
في نهاية المطاف، يجب على الأهل مراقبة دقات قلب الطفل سريعه بعناية. في معظم الأحيان، تكون هذه الحال طبيعية ولا تستدعي القلق، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بمسبّبات واضحة مثل ممارسة النشاط البدني أو المعاناة من الحمى. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي تتطلب انتباهًا فوريًا واستشارة طبية، خاصة إذا كانت مصحوبة بعوارض أخرى غير طبيعية أو إذا استمرّت لفترةٍ طويلة.