دعاء حزب البحر.. ما قصته ولماذا اشترطت الإفتاء الإذن للتعبد به؟
انتشر دعاء حزب البحر بين محبي الصوفية وأتباعها، وهو دعاء ليس له سند أو مرجع ديني سوى من أسسه من علماء الصوفية وهو أبو الحسن الشاذلي، ولكن يواجه الدعاء اعتراضات من بعض العلماء ويرون فيه رأيًا مخالفًا للصوفية، فما رأي الصوفية فيه، وما رأي أهل العلم الذين تناولوه بالبحث والدراسة، وما هو حزب البحر، وما الصيغة الكاملة للدعاء الوارد عن أبو الحسن الشاذلي؟، هذا ما نعرضه عبر القاهرة 24.
دعاء حزب البحر
يرى بعض أهل العلم أن دعاء حزب البحر بدعة ويتضمن ألفاظًا ليس لها معنى ولم ترد في نص قرآني أو نبوي، كما لا يوجد لها معنى في اللغة العربية، فيما يرى البعض الآخر أنه دعاء مشروع ويجوز التعبد به، وعبر السطور التالية نعرض الرأيين.
أما الرأي الذي يجيز دعاء حزب البحر، تتصدره دار الإفتاء المصرية، حيث قال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية إن دعاء حزب البحر هو مجموعة من الأدعية والأذكار من الكتاب والسنة ومن المجربات والتي يجوز الدعاء بها.
وأوضح خلال فتوى مصورة نشرتها دار الإفتاء على صفحتها على فيسبوك، أن أبو الحسن الشاذلي، مغربي الأصل، من كبار أولياء الله الصالحين، وله مقام كبير في مصر، مشيرًا إلى أن حزب النصر من الأحزاب المجربة التي عمل بها البعض ويجوز الذكر بها لعموم النفع للجميع.
ووضع أمين الفتوى شرطًا للتعبد بحزب البحر، وهو أن يأخذ الصوفي إذنًا من الشيخ المتابع له والأخذ بنصائحه وسلوكه قبل التعبد بالحزب.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، وأحد أكبر علماء الصوفية في العصر الحديث، أن حزب البحر يتحدث عن الصاحب والسفر والرفيق، ويقصد بالرفيق “صحبة السير إلى الله”، كما يتضمن مجموعة من الأدعية والأذكار، “بعضها قد ورد وبعضها ألهمته، عن طريق الرؤية المنامية، أو التلقي أو الإشارات إلى آخره” بحسب وصفه.
وفسر قدرة الشاذلي على تلقي العلم بالإشارات والرؤى بأن كثير من هذه الإشراقات تحدث لأولياء الله الصالحين من كثرة العبادة والذكر، وكثرة الخلوة مع أنفسهم والتعبد مؤكدًا أن دعاء حزب البحر من دعاء الصالحين.
أما الفريق الآخر الرافض للتعبد بحزب البحر، فيمثله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر، حيث قال ابن تيمية عندما سُئل عمَّن حكم قول: يا أرزان، يا كيان؟، “الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلًا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية”.
فيما قال ابن حجر آل بطامي في تطهير الجنان إنه بدعة ابتدعها المتعصبين من الصوفية “ما أنزل الله بها من سلطان، مثل الذكر بالاسم المفرد: “الله الله، أو: هو هو”، ومثل حلق المريدين – اجتماعهم في حلقات – على غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم يتمايلون فيها ويرقصون ويرددون مثل هذه الأذكار، وكصلاة الرغائب، ومثل حزب البحر، وأمثاله”.
ما هو حزب البحر؟
ولمن يتساءل ما هو حزب البحر، نقول إنه حزب يسمى أيضًا بحزب النصر وحزب البحر والنار، ألفه الشاذلي الصوفي، بعرض التحصن من الشرور، ويتضمن تراكيب غير مفهومة، كما يقول البعض أنه يشترط قراءاته بعد صلاة العشاء.
ولم يُحدد تاريخ محدد لكتابة حزب البحر، ولكن يُعتقد أنه كتب في القرن السابع الهجري، أي في عهد الدولة الموحدية، على يد الإمام أبي الحسن الشاذلي، أحد أشهر أئمة التصوف في التاريخ الإسلامي.
ويعد حزب النصر، من أشهر الأدعية التي يُتلى في الطرق الصوفية، ويُعتقد أنه ذو فضل عظيم في قضاء الحوائج، ودفع البلاء، والفوز بالنصر، ويتكون حزب البحر من 102 آية قرآنية، بالإضافة إلى بعض الأدعية والأوراد الصوفية. ويُقسم الحزب إلى ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: يتضمن الدعاء بطلب العصمة من الله تعالى من الشيطان الرجيم، ودفع الوساوس والهموم.
- القسم الثاني: يتضمن الدعاء بطلب النصر من الله تعالى، وتسخير البحر له، وكذلك تسخير جميع المخلوقات له.
- القسم الثالث: يتضمن الدعاء بالرحمة والغفران من الله تعالى، وقضاء الحوائج، ودفع البلاء.
ومن أساسيات الصوفية وآداب قراءة الحزب عندهم، أن يُقرأ حزب البحر في الليلة السابعة من شهر رمضان، أو في ليلة النصف من شعبان، أو في ليلة القدر، أو في أي وقت آخر يرغب فيه المسلم.
وعن حزب البحر ورد في كتاب كشف الظنون لمؤلفه حاجي خليفة، أنه “للشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد الحميد المغربي الشاذلي اليمني المتُوفِّيَ سنة 656″، وقد أكد أن الشاذلي قاله “حينما سافر في بحر القلزم فتوقف عليهم الريح أيامًا، فرأى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في مبشرة -أي رؤية منامية-، فلقنه إياه فقرأه، فجاء الريح”.
دعاء حزب البحر مكتوب
وحول صيغة دعاء حزب البحر مكتوب بشكل مختصر، فنورد هذا الدعاء كما هو منتشر على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الرسمية للصوفية:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
- اللَّهُمَّ يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا حَلِيمُ يَا عَلِيمُ أَنْتَ رَبِّي وَعِلْمُكَ حَسْبِي فَنِعْمَ الرَّبُّ رَبِّي وَنِعْمَ الْحَسْبُ حَسْبِي تَنْصُرُ مَنْ تَشَاءُ وَأَنْتَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
- نَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالْكَلِمَاتِ وَالْإِرَادَاتِ وَالْخَطَرَاتِ مِنَ الشُّكُوكِ وَالظُّنُونِ وَالْأَوْهَامِ السَّاتِرَةِ لِلْقُلُوبِ عَنْ مُطَالَعَةِ الْغُيُوبِ
- فَقَدْ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا
- فَثَبِّتْنَا وَانْصُرْنَا وَسَخِّرْ لَنَا هَذَا الْبَحْرَ كَمَا سَخَّرْتَ الْبَحْرَ لِمُوسَى وَسَخَّرْتَ النَّارَ لِإِبْرَاهِيمَ وَسَخَّرْتَ الْجِبَالَ وَالْحَدِيدَ لِدَاوُدَ وَسَخَّرْتَ الرِّيحَ وَالشَّيَاطِينَ وَالْجِنَّ لِسُلَيْمَانَ وَسَخِّرْ لَنَا كُلَّ بَحْرٍ هُوَ لَكَ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ وَالْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَبَحْرِ الدُّنْيَا وَبَحْرِ الْآخِرَةِ وَسَخِّرْ لَنَا كُلَّ شَيْءٍ
- يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ كهيعص كهيعص كهيعص
- انْصُرْنَا فَإِنَّكَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ وَافْتَحْ لَنَا فَإِنَّكَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ وَاغْفِرْ لَنَا فَإِنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَارْحَمْنَا فَإِنَّكَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ وَارْزُقْنَا فَإِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ وَاهْدِ.
دعاء حزب البحر لقضاء الحوائج
يشتهر بين الصوفية استخدام دعاء حزب البحر لقضاء الحوائج بشكل سريع، وقد قال عنه مؤلفه أبو الحسن الشاذلي “من ذكره كل يوم عند طلوع الشمس أجاب الله سبحانه وتعالى دعوته وفرج كربته ورفع بين الناس قدره وشرح بالتوحيد صدره وسهل أمره وكفاه شر الإنس والجن ولا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه وإذا قرأه عند جبار أمن من شره ومن قرأه عقيب كل صلاة أغناه الله سبحانه وتعالى عن خلقه وآمنه من حوادث دهر”.
دعاء حزب البحر مكتوب كامل
وعند البحث عن دعاء حزب البحر مكتوب كامل سنجده يعرض على 3 مقاطع؛ الأول ما يسمى بالاستفتاح، وهي آيات قرآنية منتقاة، والثاني دعاء حزب البحر، والثالث ما يسمى بـ”عزيمة حزب البحر وزجره”، وهي كما وردت في كتب الصوفية كالتالي:
توجه واستفتاح حزب البحر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿1﴾الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴿2﴾الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴿3﴾مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴿4﴾إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴿5﴾اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴿6﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَاالضَّالِّينَ﴿7﴾# اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ# ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ# وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ# هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّيْن كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا# مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا# لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴿21﴾هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴿22﴾هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴿23﴾هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ #بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلـمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴿1﴾وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴿2﴾الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴿3﴾ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴿4﴾فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴿5﴾إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴿6﴾فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴿7﴾وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴿8﴾# بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾اللَّهُ الصَّمَدُ﴿2﴾لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴿3﴾وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴿4﴾.
حزب البحر المبارك
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ يَا حَلِيمُ يَا عَلِيْمُ، أَنْتَ رَبِّي وَعِلْمُكَ حَسْبِي فَنِعمَ الرَبُّ رَبّي ونِعمَ الْحَسبُ حَسْبِي، تَنصُرُ مَن تَشاءُ وَأَنْتَ العَزيزُ الرَّحيم، نَسْأَلُكَ العِصمَةَ في الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالكَلِمَاتِ وَالإِرَادَات وَالْخَطَرَات مِنَ الشُّكُوكِ وَالظُّنُونِ وَالأَوْهَامِ السَّاتِرَةِ لِلْقُلُوبِ عَنْ مُطَالَعَةِ الغُيُوب، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًَا وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا، فَثَبِّتْنا وَانْصُرْنَا وَسَخِّرْ لَنَا هَذَا البَحْرَ كَمَا سَخَّرتَ البَّحرَ لِموسى، وسَخَّرتَ النَّارَ لإبراهيم، وسَخَّرتَ الجِبالَ وَالْحَديدَ لدِاود، وَسَخَّرتَ الرِّيْحَ وَالجِنَّ وَالشَّياطِينَ لِسُلَيْمَانَ، وَسَخِّر لَنا كُلَّ بَحرٍ هُوَ لَكَ في الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَالْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَبَحْرَ الدُّنيَا وبَحْرَ الآخِرة، وَسَخِّر لَنا كُلّ شَيْءٍ يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَيْءٍ، (كَهَيعص ثلاثًا)، أُنْصُرْنا فَإِنَّكَ خَيْرُ النّاصِرين، وَافْتَحْ لَنا فَإِنَّكَ خَيْرُ الفَاتِحين، وَاغْفِرْ لَنا فَإِنَّكَ خَيْرُ الغَافِرين، وَارْحَمْنا فَإِنَّكَ خَيْرُ الرَّاحِمِين، وَارْزُقْنا فَإِنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِين، وَاهْدِنا وَنَجِّنا مِنَ القَومِ الظَّالِمِين، وَهَبْ لَنا رِيحًَا طَيِّبَةً كمَا هِيَ في عِلْمِكَ، وَانْشُرْها عَلَيْنا مِنْ خَزائِنِ رَحْمَتِك، وَاحْمِلْنَا بِها حَمْلَ الكَرامَةِ مَعَ السَّلامةِ وَالعافِيَةِ في الدِّيْن وَالدُّنيَا وَالآخِرَة، إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ يَسِّر لَنَا أُمُورَنا مَعَ الرَّاحَةِ لقُلُوبِنا وَأَبْدانِنا، وَالسَّلامةِ وَالعافِيَةِ في دينِنا ودُنيانا، وكُن لَنا صاحِبًا في سَفَرِنا وخَليفةً في أهلِنا، وَاطمِسْ على وُجوهِ أعدائِنا وَامْسَخْهُمْ على مكانَتِهِم فَلا يَستَطِيعُونَ الْمُضِيَّ وَلاَ الْمَجِيءَ إلَيْنا، وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ، وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ على مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًَّا وَلَا يَرْجِعُونَ، يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، على صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، لِتُنْذِرَ قَوْمًَا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ، لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ، وَجَعَلْنَا من بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًَّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًَّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ، شاهَتِ الوُجُوهُ (ثلاثًا)، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا، طس، حم عسق، مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ، (حم حم حم حم حم حم حم)، حُمَّ الأَمرُ وجاءَ النَّصرُ فَعَلَيْنا لا يُنصَرون، حم، تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ، بسْمِ اللهِ بابُنا، تَبارَكَ حيطانُنا، يس سَقفُنا، كهيعص كِفايَتُنا، حم عسق حِمايَتُنا، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (ثلاثًا)، سِتْرُ العَرشِ مَسْبُولٌ عَلَيْنا، وَعَيْنُ اللهِ نَاظِرَةٌ إلَيْنا، وَبِحَوْلِ اللهِ لا يُقْدَرُ عَلَيْنا، وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ، بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ، فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (ثلاثًا)، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (ثلاثًا)، حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (ثلاثًا)، بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (ثلاثًا)، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (ثلاثًا)، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيم (ثلاثًا)، وَصَلَّى اللَّهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم.
عزيمة حزب البحر وزجره:
اللَّهُمَّ بِفَضْلِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أدْخِلْنَا فيِ حِصْنِكَ الحَصِينِ، اللَّهُمَّ بِفَضْلِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أجْعَلْنَا فيِ حِصْنِكَ الحَصِينِ، اللَّهُمَّ بِفَضْلِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أسْكِنَّا فيِ حِصْنِكَ الحَصِينِ، نَحنُ في كنفِ اللهِ، نحنُ في كنفِ رسولِ اللهِ، نَحنُ في كنفِ القرآنِ العظيمِ، نَحنُ في كنفِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، نَحنُ في كنفِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ العَليِّ العَظِيْمِ (ثلاثًا)، ألفُ ألفِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ r في قُلوبِنا حُشِرتْ، ألفُ ألفِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ r على أكتافِنا نُشرَتْ، ألفُ ألفِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ r على رؤوسنا نُصِبتْ، ألفُ ألفِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ r تَحولُ بيننا وبين ساعةِ السُّوْءِ إذا حَضرتْ، ألفُ ألفِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ r دارتْ بنا سُورًا كما دَارتْ بمدينةِ الرسولِ، سبحانَ من ألجمَ كلًّ متمردٍ بقُدرتهِ، وأحاطَ علمهُ بما في بَرِّهِ وبحرِّهِ، سبحانَ اللهِ وبحمدهِ سبحانَ اللهِ وبحمدهِ سبحانَ اللهِ وبحمدهِ، اللهمَّ يا دافِعَ السَّقَمِ ويا بارئَ النَّسَمِ ويا عالمـًِا جميعَ الألمِ ادفعْ عني البلاءَ والوباءَ والغلاءَ والأمراضَ وموتَ الفُجْأةَ بِرَحْمَتِكَ يا أرحَمَ الراحمينَ (ثلاثًا)،. وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ على الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.