دراسة: متابعة مقاطع الفيديو القصيرة تجعلنا أكثر مللا
هل تشعر بالملل كثيرًا؟ هل تفتقر إلى الإلهام لمتابعة الأشياء التي تهمك؟ قد يكون التمرير المستمر عبر فيديوهات المنصات الاجتماعية المختلفة هو السبب.
مع العلم أن العثور على شيء مثير للاهتمام لمشاهدته في أثناء التصفح والتمرير المستمر عبر المنصات هو مسألة صدفة.
تفاقم الملل
تقول دراسة جديدة بعنوان “التقدم السريع نحو الملل: كيف يجعل سلوك التبديل على الوسائط الرقمية الناس أكثر مللًا”، إن القفز للأمام والخلف للعثور على مقاطع فيديو مثيرة للاهتمام من شأنه أن يجعل المستخدمين أقل رضا وأكثر مللًا.
وتكشف الدراسة العلاقة المتناقضة بين الملل واستهلاك الوسائط الرقمية.
وعلى وجه التحديد، كيف يمكن أن يؤدي التبديل والتمرير المتكرر بين مقاطع الفيديو على منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب شورتس بهدف مكافحة الملل إلى تفاقمه؟
والسبب أنه عندما يستمر الناس في التبديل بين مقاطع الفيديو، يصبحون أقل تفاعلًا ويبحثون عن شيء أكثر إثارة للاهتمام. يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة مشاعر الملل.
ومن الجدير ذكره أن نتائج الدراسة الجديدة تتوافق مع دراسات مماثلة سابقة التي أظهرت كيف أن تخفيف الملل هو دافع للناس لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية.
لكن استخدام مثل هذه التكنولوجيا يجعل هذه المشاعر أسوأ.
أجرت الدراسة سبع تجارب مع أكثر من 1200 مشارك، ووجدوا باستمرار أن التبديل المتكرر لمقاطع الفيديو يؤدي إلى زيادة الملل وانخفاض مستويات الرضا وانخفاض المشاركة وتقليل الأنشطة.
وتشير البيانات أن المشاركين أبلغوا عن مستويات أعلى من الملل عندما سُلِّمُوا مجموعة من مقاطع الفيديو مدتها خمس دقائق والتي يمكنهم التبديل بينها، مقارنة بمقطع فيديو واحد مدته 10 دقائق.
وقالت الدراسة إن المشاركين اعتقدوا في البداية أن التبديل بين مقاطع الفيديو من شأنه أن يجعل تجربة المشاهدة أكثر إثارة للاهتمام، لكن التجارب كشفت عن التأثير المعاكس بسبب فعل التبديل المستمر بين المحتوى، حتى لو كان مثيرًا للاهتمام، لأنه يمنع المستخدمين من التفاعل الكامل معه. وهذا يؤدي إلى حلقة مفرغة من عدم الرضا والملل.
وأكدت الدراسة أنه يمكن للمرء أن يستمد المتعة من الوسائط الرقمية من خلال الانغماس في المحتوى بدلًا من التبديل والتمرير بشكل متكرر.
وهذه الرؤية قد تكون لها آثار إيجابية أكبر على كيفية استهلاك الناس للوسائط الرقمية، وكيف يجب أن تصمم المنصات واجهاتها لتعزيز تجربة مستخدم صحية.