صحتك
دراسة: «العطور وطلاء الأظافر والشامبو» تزيد خطر الإصابة بمرض السكري
توصلت دراسات حديثة إلى أن المواد الكيماوية الموجودة في العطور وطلاء الأظافر والشامبو، قد تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري لدى النساء، بنسبة تصل إلى الثلثين.
وتعد “الفثالات” مواد كيميائية تقوي البلاستيك وتستخدم كمواد تشحيم في العديد من مستحضرات التجميل، كما يمكن أن تتسرب المواد الكيميائية عبر الجلد وتسبب تلفًا للكبد والكلى والرئتين والأعضاء الأخرى.
مستحضرات التجميل ومرض السكري
وجد باحثون من جامعة ميشيجان، والذين تابعوا 1300 امرأة في منتصف العمر على مدى ست سنوات، أن أولئك الذين تعرضوا بشدة للمواد الكيميائية كانوا أكثر عرضة بنسبة 63٪ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بينما تحذر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أن هذه المواد الكيميائية توجد أيضًا في رذاذ الشعر وما بعد الحلاقة ومنتجات التجميل الأخرى.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، قام العلماء بتجنيد 1300 امرأة أمريكية لم تكن مصابات بداء السكري، استخدموا بيانات من دراسة استقصائية للنساء في منتصف العمر، حيث تم رصدها لمدة ست سنوات، من 2000 إلى 2006، مع عينات البول التي تم أخذها عندما بدأت الدراسة، وجدوا أنه خلال فترة الدراسة، أصيبت 61 امرأة بمرض السكري من النوع الثاني ما يقرب من 5%، وأظهر التحليل الذي تم تعديله لعوامل بما في ذلك التركيبة السكانية ونمط الحياة والعوامل المتعلقة بالصحة أن النساء اللائي تعرضن بدرجة عالية للفثالات كن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
المواد الكيماوية تسبب مرض السكري
بينما يقترح العلماء أن المواد الكيميائية السامة قد تسبب مرض السكري، أنها يمكن أن تعطل هرمونات الأنسولين والجلوكاجون، التي تنظم نسبة السكر في الدم وتحفز مقاومة الأنسولين في الخلايا، حيث يعمل الأنسولين عن طريق جعل الخلايا تمتص السكر من الدم مما يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم، بينما يكون للجلوكاجون تأثير عكسي، حيث يتسبب في بدء إفراز الكبد للسكر عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل كبير.
أعراض الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري
إذا أصبح الجسم مقاومًا لأي من هذه الهرمونات، فلن يتمكن من تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2، وهذا يجعل المرضى بحاجة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار وحقن أنفسهم بالأنسولين لإبقائه تحت السيطرة، وفي الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تؤدي الحالة إلى إصابة المرضى بتلف الأعصاب ومشاكل في الكلى، فيصبح مريض السكري معرضًا أيضًا لخطر البتر، ويمكن أن تؤدي الشرايين الضيقة إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف مثل القدمين.
قد يؤدي ذلك إلى بطء التئام الجروح أو عدم الالتئام على الإطلاق. إذا ظهرت عدوى وانتشرت إلى العظام ، فقد لا يكون أمام الأطباء خيار سوى البتر، ويرتبط مرض السكري من النوع 2 بعوامل تتعلق بنمط الحياة، مثل السمنة والنظام الغذائي السيئ وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ومن ناحية أخرى يعتبر مرض السكري من النوع الأول وراثيًا ويظهر عادةً في وقت مبكر من الحياة.
ووجد العلماء أن النساء أصحاب البشرة السمراء لم يتأثرن بالفثالات مثل تلك الموجودة في الأجناس الأخرى، يعتقدون أنه قد يكون له علاقة بأنواع مستحضرات التجميل المختلفة التي تستخدمها الأجناس المختلفة.
وقالت الدكتورة سونج كيون بارك، عالمة الأوبئة في ميتشجان التي قادت الدراسة، إن الأبحاث وجدت أن الفثالات قد تساهم في ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري لدى النساء، وخاصة النساء البيض، على مدى ست سنوات، ويمكن أن تلعب عوامل أخرى مثل السمنة وسوء التغذية والحرمان من النوم دورًا في ذلك.