صحتك

دراسات حديثة عن كيفية التخلص من الذكريات السيئة

تُعتبر الذاكرة البشرية المكون الأساسي لشخصية الفرد، وحجر الأساس في اتخاذ قراراته ونظرته لنفسه والأشياء من حوله.

ويُعرف الباحثون الذاكرة على أنها عملية إعادة بناء للمواقف والتجارب السابقة أكثر من كونها استعادة للأحداث الحقيقية.

وتتكون لدى جميع الناس ذكريات سيئة، ولكن 6% من هؤلاء سيُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بسبب تلك الذكريات، وفقًا لأحدث الإحصائيات.

ومن هنا أدرك الباحثون أهمية إزالة أو تغيير الذكريات السيئة على الصحة النفسية والعقلية.

تحفيز ذاكرة إيجابية

اكتشف علماء الأعصاب أنه من الممكن إضعاف الذاكرة السلبية عن طريق تحفيز ذاكرة أخرى أكثر سعادة.

وقال ستيف راميريز، عالم الأعصاب في جامعة ”بوسطن“ (BU): ”نحن نقوم بعملية تصفية غير واعية على تجاربنا السابقة وذكرياتنا، ورغم اختلافها عن الأصل، إلا أنه يمكننا معرفة ماهية الصورة الأساسية“.

وفي ورقة بحثية جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة “Nature Communications Biology”، رسم راميريز مع علماء الأعصاب بجامعة ”بوسطن“، الاختلافات الجزيئية والجينية الرئيسة بين الذكريات الإيجابية والسلبية، ووجدوا أنها مختلفة بشكل واضح.

ووجد الباحثون أنّ التنشيط الاصطناعي لذكرى إيجابية يجعلها تُكتب مكان أخرى سلبية، ما يقلل من تأثير الذكريات السيئة.

واكتشف مؤلفو الدراسة أن خلايا الذاكرة الإيجابية والسلبية تختلف عن بعضها في جميع النواحي تقريبًا؛ حيث يتم تخزينها في الغالب في مناطق مختلفة من الحُصين، وتتواصل مع الخلايا الأخرى بمسارات مختلفة، والآلية الجزيئية في كلا النوعين مختلفة.

وأضاف راميرز: ”من المحتمل وجود أساس جزيئي للتمييز بين الذكريات الإيجابية والسلبية في الدماغ، ولدينا الآن مجموعة من العلامات التي تميز بين الذكريات السلبية والإيجابية في الحُصين“.

الأصوات أثناء النوم

وكشفت دراسة جديدة نُشرت في ”PsyArXiv“، أن تشغيل الأصوات خلال النوم يساعد على نسيان الذكريات المأساوية.

وقال الطبيب باردور جونسن، المؤلف الأول للدراسة: ”رغم أن نتائج دراستنا لا تزال تجريبية، إلا أنها تُعطي الأمل بالوصول لآلية تمكننا من زيادة أو تقليل القدرة على استدعاء ذكريات معينة عبر تشغيل إشارات صوتية عندما يكون الشخص نائمًا“.

وصرح الدكتور أيدان هورنر من قسم علم النفس بجامعة ”يورك“: ”نحن نعلم أن النوم أمر بالغ الأهمية لمعالجة الذاكرة، وعادةً ما تكون ذاكرتنا أفضل بعد فترة كافية من النوم، وتظل الآليات الدقيقة غير واضحة، ولكن أثناء النوم، يبدو أن الذكريات المهمة تتعزز، ويتم التخلص من الذكريات غير المهمة“.

وبينما أشارت الدراسات السابقة إلى أن تشغيل ”الإشارات الصوتية“ أثناء النوم قد يعزز ذكريات معينة، فإن الدراسة الأخيرة تقدم أول دليل قوي على إمكانية استخدام هذه الطريقة لنسيان الذكريات السيئة.

الكورتيزول

كما وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ”كاليفورنيا“ في لوس أنجلوس أن إعطاء هرمون ”الكورتيزول“ يسرع عملية نسيان الذكريات المتطفلة، عند إعطائه مباشرة بعد حدث صادم.

ووجد البحث، الذي نُشر مؤخرًا في مجلة ”Translational Psychiatry“، أن ”الهيدروكورتيزون“ (30 ملليجرام) -وهو دواء مضاد للالتهاب يستخدم لعلاج حالات مثل التهاب المفاصل- يُضعف المشاعر التي تسبب الذكريات المؤلمة، مثل تلك التي يعاني منها مرضى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

واختبر الفريق الدواء على 120 مشاركًا سليمًا؛ حيث تم إعطاء 60 منهم ”الهيدروكورتيزون“ و60 آخرين دواءً وهميًا.

ووجدوا أن المجموعة التي أُعطيت ”هيدروكورتيزون“ بعد بضع دقائق من عرض مقاطع الفيديو المزعجة، بدت وكأنها تنسى الحدث بسرعة أكبر مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا.

وبالرغم من أن استخدام مقاطع الفيديو المؤلمة هو طريقة أخلاقية لاستنباط الأفكار المزعجة عند الأشخاص الأصحاء، إلا أن أحد سلبيات الدراسة هو أن الذكريات الناتجة لن تكون بقوة الصدمات الواقعية.

وينصح الأطباء حول العالم باللجوء إلى الطرق الطبيعية لمواجهة الذكريات السيئة، مثل ممارسة الرياضة والانغماس في العمل والخروج مع الأصدقاء والتخطيط للمستقبل ووضع مجموعة من الأهداف والعمل على تحقيقها.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button