وجدت الكثير من الدراسات الترابط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترات طويلة والإصابة بالاكتئاب ومشاعر الحسد والعزلة وتقليل احترام الذات، كما أظهرت النتائج أن الإقلاع عن وسائل التواصل الاجتماعي يساعد على تحسين الصحة العقلية والنفسية للناس إلى حد كبير، وتلاشت مشاعر الحسد لديهم.
شملت الدراسة التي نشرت في مجلة علم الفيزياء والسلوك ما يقارب 2000 شخص متوسط أعمارهم 34 عاماً، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى سوف تستمر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على النحو المعتاد، في حين ستتوقف المجموعة الثانية عن استخدامها لمدة أسبوع.
أجاب المشاركون قبل وبعد الدراسة عن بعض الأسئلة المصصمة للحصول على رأيهم حول هذه المواقع، وأنماط استخدامهم لها، حيث كان البعض منهم مستخدمين نشطين، مما يعني أنهم نشروا الصور والتحديثات لحياتهم.
وكان بعضهم مستخدمين سلبيين أي أنهم عادة ما يتنقلون من خلال ملفات الأخبار أو الملفات الشخصية التي يتم تصفحها، كما طلب منهم أيضاً الإجابة عن أسئلة حول رضاهم عن حياتهم بما في ذلك شعورهم بالسعادة والوحدة والإثارة والاكتئاب والغضب.
بعد مرور أسبوع، كان الأشخاص الذين تخلوا عن مواقع التواصل الاجتماعي أفضل حالاً من الناحية النفسية، وشعروا برضا أكبر عن حياتهم، وتقدم الدراسة الحالية أدلة سببية على أن الإقلاع عن مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى مستويات أعلى من الرفاهية المعرفية والعاطفية.
ومن جهة أخرى، يفترض الكثير من الأشخاص أنهم سيشعرون بالسعادة بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنهم في الواقع يخرجون أكثر تعاسة بطرق مختلفة. ويعتقد الكثيرون أن الحل الأمثل يكون بالابتعاد نهائياً عن هذا النوع من المواقع.
في حين يكتب أحد الأطباء المشاركين في الدراسة: “إذا كان أحدهم مستخدمًا ثقيلًا في مواقع التواصل، فيجب على المرء استخدامها بشكل أقل. وإذا كان أحد يميل إلى الشعور بالحسد عندما يكون على فيسبوك مثلاً، فيجب عليه تجنب تصفح الأقسام (أو أصدقاء محددين) مما يسبب هذا الشعور، وإذا كان أحد يستخدم مواقع التواصل بشكل سلبي، فيجب عليه تخفيف هذا النوع من السلوك” .