الخطاب الإلهيتوب ستوري

دار الإفتاء تكشف حكم قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول حكم قراءة القرآن من المصحف في صلاة التراويح، مؤكدةً على جواز ذلك بلا كراهة. واستندت الدار في فتواها إلى أحاديث نبوية شريفة وآثار عن الصحابة والتابعين، تدل على جواز القراءة من المصحف في صلاة التراويح.

أدلة من السنة النبوية

من أهم الأدلة التي استشهدت بها دار الإفتاء ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن عبدها ذكوان كان يؤمها من المصحف في صلاة التراويح. كما روى الإمام مالك في الموطأ أن عائشة رضي الله عنها كانت تعتِق غلامًا لها في كل رمضان، وكان ذلك الغلام يؤمها في رمضان من المصحف.

لما أخرجه الإمام البخاري في “صحيحه”: “أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَ يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ الْمُصْحَفِ”، وفي رواية الإمام مالك في “الموطأ”: “كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ لَهَا فِي رَمَضَانَ”، وأخرجه الإمام ابن أبي شيبة في “مصنفه” عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: “أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَعْتَقَتْ غُلَامًا لَهَا عَنْ دُبُرٍ، فَكَانَ يَؤُمُّهَا فِي رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ”.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” (2/ 185، ط. دار المعرفة): [قوله: “فِي الْمُصْحَفِ” استدل به على جواز قراءة المصلي من المصحف] أهـ.

وقال بدر الدين العيني في “عمدة القاري” (5/ 225، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: “مِنَ الْمُصْحَفِ” ظاهرُه يدل على جواز القراءة من المصحف في الصلاة] أهـ.

أقوال الفقهاء

وقد نص على جواز القراءة من المصحف في صلاة التراويح جماعة من السلف الصالح، منهم ابن سيرين، والحسن، والحكم بن عتيبة، وإسحاق بن راهويه. كما ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز ذلك.

جاء في “المدونة” للإمام مالك (1/ 288، ط. دار الكتب العلمية): [لا بأس بقيام الإمام بالناس في رمضان في المصحف] اهـ.

وقال الإمام شهاب الدين القرافي المالكي في “الذخيرة” (2/ 408، ط. دار الغرب الإسلامي): [ويجوز أن يؤم من المصحف في النافلة] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في “المجموع” (4/ 95، ط. دار الفكر): [لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته؛ سواء كان يحفظه أم لا] اهـ.

مذهب الإمام أحمد بن حنبل

يُعدّ مذهب الإمام أحمد بن حنبل أكثر وضوحًا في هذه المسألة، حيث فرق بين القراءة من المصحف في صلاة الفريضة وصلاة التطوع. ففي صلاة الفريضة، يرى الإمام أحمد أن القراءة من المصحف مكروهة، بينما يجوز ذلك في صلاة التطوع، بما في ذلك صلاة التراويح.

وقال شمس الدين ابن قدامة الحنبلي في “الشرح الكبير” (3/ 659، ط. هجر): [(ويجوز له النظر في المصحف): يجوز له النظر في المصحف في صلاة التطوع؛ قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيامَ وهو يقرأ في المصحف] اهـ.

فوائد القراءة من المصحف في صلاة التراويح

تُعدّ القراءة من المصحف في صلاة التراويح من الأمور التي لها فوائد متعددة، منها:

  • التأكد من صحة القراءة: قد يُخطئ المصلي في قراءته، بينما تضمن القراءة من المصحف صحة القراءة وضبطها.
  • التدبر في معاني القرآن الكريم: تُساعد القراءة من المصحف على التمعن في معاني القرآن الكريم وفهمه بشكل أفضل.
  • التخفيف على المصلين: قد يُجِد بعض المصلين صعوبة في حفظ القرآن الكريم، لذا تُساعد القراءة من المصحف على تخفيف العبء عليهم.

ويُعدّ جواز القراءة من المصحف في صلاة التراويح أمرًا ثابتًا في السنة النبوية وآثار السلف الصالح وفتاوى جمهور الفقهاء.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button