خطوات لمساعدة طفلك على تنمية حب الاستطلاع لديه وأحدث طرق التعامل معه
الطفل المحب للاستطلاع دائمًا ما يسأل عن كل صغيرة وكبيرة في عالمه، ومنذ صغره، وعندما يكبر يظل يبحث عن الإجابات الصحيحة، فيعمل عقله بنشاط، فيكون أشبه بالعضلات التي تقوى وتنشط بالتغذية الصحية والتمرين المستمر, وما يقوم به الطفل من محاولاته المستمرة هو تمرين ذهني؛ فيه يبحث ويحلل ويدرس كل ما يريد التعرف عليه، ما يجعل عقله أقوى و أكثر تنظيمًا وذكاء.
التقرر التالي يوضح دور الآباء في تنمية حب الاستطلاع لدى أطفالهم، وكيفية توجيهه بطرق حديثة، وفقًا لما قاله الدكتور عادل محيي الدين الدريني أستاذ طب النفس بالجامعة.
معنى حب الاستطلاع
- حب الاستطلاع وكثرة السؤال لا تعني تحلي الطفل بصفات التدخل الزائد أو حب التلصص الذي قد يظهر في سلوكيات بعض الأطفال مما يدعو للقلق والتذمر، إنما يعتبر شيئًا بريئًا ومطلوبًا؛ لأنه يؤدي إلى الإبداع والابتكار.
- حب الاستطلاع يعني الرغبة الشديدة لدى الطفل لمعرفة الكثير عن شيء ما، وهو من الصفات الهامة؛ فمن الصعب أن تجد عبقريًّا واحدًا ليست لديه هذه الصفة، لذلك على الأم ألا تتذمر من هذه الصفة بل تسعى لتنميتها.
مزايا هذه الصفة
تزيد من نشاط عقل الطفل:
إنّ الطفل المحب للاستطلاع دائمًا يسأل ويظل يبحث عن الإجابات الصحيحة، دائمًا عقله يعمل بنشاط بحثًا عن الحقائق، ويتم ذلك بالتحليل والبحث والدراسة ما يجعل العقل أقوى ومنظم أكثر وأذكى.
تجعل عقل الطفل دقيق الملاحظة:
حب الاستطلاع يجعل عقل الطفل يلاحظ بسرعة أي أفكار جديدة تمر أمامه، فيتوقع ويتنبأ بما ستصل إليه هذه الفكرة، مما يجعله طفلًا مميزًا ومتفوقًا على الآخرين.
تفتح للطفل عالمًا جديدًا وتظهر إمكانيات كثيرة:
كون الطفل محبًا للاستطلاع يمكنه من رؤية كل ما هو جديد حوله، كثير من الأشياء تختبئ تحت سطح الحياة العادية، وتتطلب عقلًا محبًّا للاستطلاع لتكتشفها وتتعرف على الإمكانيات الجديدة وتستخرجها للنور.
حب الاستطلاع يجلب الإثارة ويحجب الملل:
إنّ حياة الطفل المحب للاستطلاع أبعد ما تكون عن الملل والضيق, فهي ليست كئيبةً أو روتينيةً؛ فهناك دائمًا أشياء جديدة تشد انتباهه فيبدأ البحث عنها مما يزيد نشاطه.
طرق لتطوير حب الاستطلاع لدى الطفل
معرفة اتفاق واختلاف صفتي حبّ الاستطلاع والفضول، الاثنان يتفقان على طلب العلم بالشيء أو السعي إلى معرفة أمورٍ ومعلومات تتوق لها النفس أو يحتاج إليها المرء في حياته، إلاّ أن ثمّة فروقاً كبيرة بين الصفتين؛ الفضول صفة ذميمة، وحبّ الاستطلاع صفة محمودة، كما أنّ المعرفة التي يسعى إليها الفضوليّ غير المعرفة التي يسعى إليها من يحبّ الاستطلاع، والهدف أو الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها كلٌّ منهما تختلف عن الأهداف التي يسعى إليها الآخر..وهكذا.
الحرص على أن يأخذ الطفل زمام المبادرة في بعض الأمور: هناك بعض الطرق التي يُمكن للأم أن تتبعها لتنمية حب الاستطلاع لدى الطفل بطريقة صحيحة- بينما يحرص معظم الآباء على جعل أطفالهم يتّبعون خطاهم- يجب على الأهل السماح للطفل بإعطاء رأيه و إظهار وجهة نظره دون أية ضغوطات، وتشجيعه على الاستكشاف مع الحرص على توجيهه ليشعر بالدعم.
السماح للطفل باللعب المستقل: يشرع غالبية الأهل عادةً لمساعدة أطفالهم في حل المشكلات التي قد تواجههم عند اللعب من باب الحرص والخوف عليهم، إلّا أنّ الإجراء الصحيح هو أن يترك الأهل طفلهم للتوصل إلى حل مشكلته لوحده؛ وهذا بهدف تنمية حب الاستكشاف لديه وغرس شعور الاعتماد على الذات.
الحرص على تغيير روتين الطفل اليومي: على الرغم من أنّ الروتين اليومي مهم للطفل؛ إلّا أنّ إجراء التغييرات الصغيرة في عاداته اليومية سيُساهم في تحفيز عقله للتفكير بطرق مختلفة.
قراءة القصص المفتوحة لهم: تُعد عادة قراءة القصص للأطفال قبل النوم عادة جيّدة، ولتنمية حب استطلاع الطفل ومهاراته عن طريق هذه العادة يُفضّل أن يقوم الأهل بقراءة القصص المفتوحة لهم من باب استثارة خيالهم وتفكيرهم لإنهاء القصة.
تطوير إبداع الطفل: هناك العديد من الطرق التي يُمكن استخدامها لمساعدة الأطفال على تطوير إبداعهم؛ مثل طريق الحكايات، أو مطالبتهم بابتكار عناوين جديدة.
تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة: إذ إنّ فضول الأطفال وسؤالهم حول أمرِ ما سيقود للسؤال عن أمر آخر، مما يفتح آفاقهم ويُطوّر من مهاراتهم.
السفر بمرافقة الطفل: يوصى بشدة بأخذ الطفل إلى بلد أجنبي لتجربة ثقافات جديدة، ورؤية أماكن متنوعة، والتعرف على أشخاص جدد، إذ إنّ هذه التجارب تستثير الفضول، مما يُطوّر من مهارات الطفل عند الحرص على الاستكشاف.
التركيز على تنمية اهتمامات الطفل: يجب على الأهل ملاحظة اهتمامات أطفالهم والحرص على تطويرها وتنميتها بشتّى الوسائل.
تغيرات تحدث وفقًا لتقدّم العمر:
0-2 سنوات: في العامين الأولين يشعر الطفل بالفضول حيال جسده أولاً، ومن ثمّ يشعر بالفضول تجاه العالم الخارجي المحيط به، كما يشعر بالفضول حيال كل شيء جديد بالنسبة له؛ لذلك فهو يحاول أن يستكشف بقدر ما يستطيع.
3-4 سنوات: عند بلوغ الطفل هذا العمر فإنّه يفقد فضوله تجاه جسده ومحيطه الخارجي، ويصبح لديه فضول تجاه الأحداث والأشياء الجديدة فتصبح محور تركيزه، وعند هذه المرحلة بالتحديد نجده يطرح أسئلة مبتكرة.
5-6 سنوات: في هذا العمر يبدأ الطفل بطرح أسئلة كبيرة تتطلب من الأهل التحضير لإجابتها، فتكون أسئلة عميقة ونابعة عن تفكير وتمعن في محيطه الخارجي، مثلاً: قد يسأل ما إذا كان النمل يستطيع أذيتهم، فقد يكون الفضول ممزوجًا بالقلق في هذا العمر.