توب ستوريصحتك

خبراء يكشفون خطورة خدش القطط.. الموت خلال 6 أشهر

يعتقد البعض أن السعار مرض يصيب الكلاب فقط، لكن الحقيقة أنه عدوى فيروسية تصيب طيفا واسعا من الحيوانات بينها القطط التي تنقلها بالخدش والعض

قبل أيام، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي منشورا على نطاق واسع تضمن تحذيرا مهما بشأن “خربشة” القطط للإنسان، حيث تسببت في وفاة طالب مصري بعد 6 أشهر من خدشه.

المنشور الذي حمل توقيع الدكتورة منى مختار استشاري طب المخ والأعصاب بمستشفى عين شمس التخصصي، حكى عن استقبال طوارئ المستشفى طالبا بكلية الهندسة يعاني من تشنجات واضطراب في درجة الوعي.

وبعد إجراء الفحوصات وإعطاء أدوية بشكل تحفظي ظهر عليه رهاب الماء وهو عرض يميز مرض السعار، وبسؤال أهله تبين أنه تعرض لخدش من قطة شارع قبل 6 أشهر ولم يأخذ اللقاح، وبالفعل توفي الطالب بعد ساعات.

لا يدرك كثيرون، خاصة من يربي الحيوانات الأليفة، خطورة التغاضي عن تطعيم الحيوان ضد السعار ومخاطر عدم حصوله هو أيضا على اللقاح التي تصل إلى الوفاة لأن السعار مرض لا علاج له.

السعار يقتل الإنسان والحيوان

الدكتور خالد حافظ، مختص طب وجراحة الحيوانات الأليفة وطبيب مقيم بعيادات Smart Vet في ألمانيا، شرح أن السعار مرض فيروسي ينتقل عن طريق الدم ويصيب بشكل أكبر الجهاز العصبي.

وقال حافظ لـ”العين الإخبارية” إنه “عندما يصاب الحيوان نتيجة العض أو الخدش فإن الفيروس يدخل إلى جسده وينتقل إلى أقرب نقطة عصبية، ثم ينتقل عبر الدم إلى أن يصل إلى المخ لتبدأ الأعراض في الظهور”.

وذكر أن السعار ينتقل إلى القطط نتيجة خدش قط لآخر أو عضه أو بطرق أخرى، لأن هذا الفيروس يكون موجودا على فرو الحيوان أو داخل لعابه.

وحذر المختص بأن القطط في أحيان كثيرة تكون حاملة لمرض السعار دون أن يظهر عليها الأعراض، قائلا: “لا تبدو الأعراض عليها إلا عندما تبدأ مناعتها في الضعف أو يصل الفيروس إلى الدم”.

الطبيب المختص عدد الأعراض التي تؤكد إصابة القط بفيروس السعار، وأبرزها:

– التغير في طباعه ليصبح عصبيا بشكل كبير ويتحرك في كل مكان بهياج.

– الخوف من الماء (هيدروفوبيا).

– إفراز الكثير من اللعاب.

– ضعف الشهية.

ونبه إلى ضرورة أن يفرق من يربي قطط بين أعراض مرض السعار والأعراض التي تشبهه وتظهر على القطط في فترة التزاوج تحديدا خلال الربيع والخريف، حيث تختلف طباعها وتصبح شرسة كثيرة العض والخدش وإصدار الأصوات.

أيضا قد يكتسب القط سلوكا عنيفا نتيجة تعامل من يربيه معه، أو تظهر عليه أعراض الشراسة نتيجة وجود أكثر من حيوان في المنزل فيتحول سلوكها بشكل أشرس لمحاولة فرض السيطرة.

وأوضح حافظ أن هذا المرض ينهي حياة القطط في غضون 10 أيام كحد أقصى، قائلا: “لا يوجد علاج لمرض السعار، والخطوة الوحيدة المتاحة في جميع أنحاء العالم هي حماية القط عن طريق تطعيمه قبل أن يتعرض للفيروس.

ورأى أن خطورة الفيروس تكمن في أمرين، الأول يتعلق بالتعامل مع المرض نفسه والثاني في أنه مرض معد ينتقل للإنسان عند تعامله مع القط المصاب، موضحا أنه لا بد من عزل الحيوان لأنه بنسبة 80% سيصيب أي إنسان أو حيوان آخر يحاول الاقتراب منه.

وقال: “يفضل عند ظهور أعراض المرض على القط عزله حتى يتوفى أو إعطاؤه حقنة قتل رحيم قبل أن يصيب الآخرين بالعدوى”.

عن خطورة السعار على الإنسان، أوضح الطبيب أنه يشكل خطورة كبيرة على حياته إذا لم يسعف في البداية قبل أن يصل الفيروس إلى الجهاز العصبي، لأنه مرض لا يوجد علاج له.

ونصح حافظ أي إنسان يتعامل مع الحيوانات سواء خارج منزله أو يربيها داخل منزله بأخذ تطعيم سنوي ضد السعار، مع الحصول على تطعيم التيتانوس مرة في العمر ليكون جسمه مستعدا في حالة تعرضه للهجوم الفيروسي.

أيضا نصح الجميع بتجنب التعامل مع قطط الشوارع وعند التعامل لا بد من الاهتمام بغسل اليدين والنظافة الشخصية والتوجه لأقرب مستشفى في حال تعرض لخدش أو عض منه.

أما لمن يربي في منزله، فيجب أن يمنع قططه من الخروج للشارع نهائيا مع الحفاظ على النظافة باستمرار لمكانها وجسدها، وفقا للطبيب.

السعار يصيب هذه الحيوانات

الدكتورة سماح مصطفى نوح، رئيس قسم الإرشاد البيطري بإدارة الشهداء التابعة لمديرية طب بيطري المنوفية، تطرقت إلى أن مرض السعار لا يقتصر على الكلاب والقطط بل يصيب أيضا البقر والحمير والإبل والماعز وطائفة واسعة من الثدييات.

وقالت نوح لـ”العين الإخبارية” إن السعار فيروس قديم ومعروف يصيب كل الثدييات وينتقل عبرها إلى أي حيوان أو إنسان يخدشه أو تعضه، وهو المرض الوحيد الذي يقتل المصاب به بمجرد ظهور الأعراض عليه.

وشرحت: “في الطبيعي في أي مرض نتحرك لعلاجه بمجرد ظهور الأعراض على الشخص أو الحيوان المصاب، لكن السعار المرض الوحيد الذي إذا ظهرت أعراضه على الحيوان يكون الحل الإعدام، لأن مصير المصاب الوفاة لعدم وجود علاج له”.

أعراض السعار تختلف من حيوان لآخر حسب طبيعته، فمثلا قبل مدة اشتكى مالك حمار من سلوكيات حيوانه وكانت العلامات التي تبدو عليه هي العصبية والنظرات المضطربة وعض العضو الذكري وإصدار الأصوات باستمرار ومحاولة عض كل من يقترب منه، وفقا للمختصة.

وقالت: “بعد التشخيص واكتشاف أن الحمار سبق وتعرض للعض الظاهري من كلب مسعور، تأكدنا أنه مصاب بالسعار وكان لا بد من إعدامه ودفن الجثة بشكل جيد حتى لا تصبح معدية”.

أوضحت نوح أن أول 3 ساعات بعد عض الحيوان المسعور للضحية هي أهم فترة، لأن الفيروس يكون في البداية ولم ينتقل بعد لأي نقطة عصبية.

وتابعت: “في هذه الحالة يجب أن ننتهز الفرصة بغسل الجرح جيدا تحت ماء جار ثم تطهير الجرح دون تغطيته حتى الوصول إلى المستشفى وأخذ المصل وهو عبارة عن 5 جرعات مقسمة كل أسبوع جرعة، ويجب أن تؤخذ الجرعات كاملة”.

وحذرت المختصة بخطورة مرور أول 3 أيام على الإنسان بعد عضه من حيوان مسعور، قائلة: “إذا مرت 72 ساعة دون أخذ المصل فإن هذا الإنسان مصيره الوفاة”.

ونوهت بأن إصابة الإنسان بالسعار لا تتوقف على العض أو الخدش من حيوان مسعور، بل يمكن أني صاب بمجرد أن يتناول طعاما أو شرابا ملوثا بلعاب حيوان مصاب بالمرض.

بالنسبة للحيوانات التي تصلح للأكل وتصاب بالسعار، إذا كانت في أول 3 أيام من الإصابة يمكن ذبحها وتناول لحمها بعد التخلص من الجزء المصاب بالعض.

2000 دولار سعر “سم” من مصل السعار

الدكتور نبيل الببلاوي، الرئيس الأسبق للشركة المصرية للمصل واللقاح، أكد أن مصر لديها مخزون كبير من تطعيم السعار، حيث تضع احتمالية أن تحدث 300 ألف عضة في السنة، وبالتالي توفر مليون ونصف المليون جرعة من اللقاح.

وأوضح الببلاوي لـ”العين الإخبارية” أن أكثر من 95% من الأشخاص الذين يحصلون على تطعيم السعار داخل المستشفيات المصرية يأخذونه بشكل احتياطي، لأنه في الغالب لا يكون الحيوان الذي هاجمهم مسعورا.

وأضاف: “99% من الحيوانات التي تعض أو تخدش من تأخذ التطعيم لا تكون مسعورة، لكن نعطيه بشكل احتياطي لأن الـ1% المتبقية تعرض حياة الإنسان للخطر”.

وأكد المسؤول الأسبق أن “كورس” علاج السعار يسلم مجانا في كل مراكز الصحة داخل مصر حيث تكفله وزارة الصحة مجانا لكل المواطنين، موضحا أن تكلفة المصل الذي يعطى في حال العضة العلوية تبلغ قيمة “السنتيمتر” الواحد 2000 دولار.

وشرح أنه عند تعرض الإنسان إلى الخدش أو العض من أي حيوان يملك حوافر يقسم الجسم إلى منطقتين، الجزء العلوي حتى السرة والجزء السفلي، مشيرا إلى أن الأول يستلزم احتياطا أعلى من الجزء السفلي.

واختتم بأن “التطعيم متوفر في كل مراكز الصحة وهو عبارة عن 5 جرعات، الأولى تكون في نفس يوم التعرض للعض أو الخدش أو بحد أقصى خلال 72 ساعة، والثانية بعد مرور 3 أيام، ثم الثالثة بعد مرور أسبوع وهكذا”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button