خالد الجندي: هذه التصرفات بقايا وثنية لا قيمة لها

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قوله تعالى: «ولولا إذ دخلتَ جنتك قلتَ ما شاء الله لا قوة إلا بالله» يوضح أن الإنسان نفسه أولى الناس بألا يحسد ذاته، مستشهدًا بالمثل الدارج ما يحسد المال إلا أصحابه.
خالد الجندي: هذه التصرفات بقايا وثنية لا قيمة لها
وواصل الجندي خلال حلقة خاصة بعنوان حوار الأجيال، ببرنامج لعلهم يفقهون، المذاع قناة dmc، اليوم الأربعاء: الرجل في القصة كان يُلقي اللوم على غيره بينما هو أول من يحسد نفسه ويتحدث عنها بتفاخر زائد.
وأضاف الجندي أن البعض يلجأ إلى تعليق خرزة زرقاء أو حدوة حصان أو كف يد أو ارتداء الملابس بالمقلوب، معتقدين أنها تمنع الحسد أو “تسرق عين الحاسد”، موضحًا أن هذه فكرة شائعة عند الناس تشبه في تصورهم ما يسمى بالكهرباء الأرضي التي تلم الطرس، لكن كل هذا — على حد قوله — لا أصل له.
وأكد أن الاعتقاد في أن حجرًا أو خرزة أو قطعة نحاس يمكن أن تدفع قدر الله هو بقايا وثنية ترجع لعصور كانت فيها الأحجار تُعبد أو تُتخذ تمائم، مشددًا على أن هذه المعتقدات: كلام فارغ ووهم باطل، ولا يملك نفعًا ولا ضرًا.
وأشار الجندي إلى أن البعض يربط الأشياء بالأرقام أو الأيام — مثل خمسة وخميسة أو الخميس أو خمس قطع — وكلها تصورات لا تمت للدين أو العقل بصلة، مبينًا أن الواجب على الإنسان أن يتحرر من هذه التعلقات، وأن يعلم أن الاستحضار الحقيقي لفضل الله هو الحماية الوحيدة من الحسد.
وقال الجندي، إن القرآن علّمنا الأدب الواجب عند رؤية النعمة: «ولولا إذ دخلتَ جنتك قلتَ ما شاء الله لا قوة إلا بالله»، مشددًا على أن استحضار الله هو الملجأ الحقيقي، وليس الخرز ولا التمائم ولا الرموز الشعبية.
الشيخ خالد الجندي يوضح سر ذكر “ولدًا” في قصة صاحب الجنتين
فيما، قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن بعض الشباب يسأل عن سبب ذكر كلمة «وولدًا» في قوله تعالى: «إن ترنِ أنا أقل منك مالًا وولدًا»، مع أن الحديث السابق في الآيات كان عن الجنتين فقط دون ذكر للولد.
وأوضح الجندي، خلال الحلقة، أن المتكبر صاحب الجنتين كان قد قال لصاحبه: «أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا»، مؤكدًا أن كلمة «أعز نفرًا» تعني العزة بالاتباع والأولاد والذرية والحاشية، أي كل من يحيطون بالإنسان ويمنحونه وجاهة وقيمة اجتماعية، كما نقول في التعبير الدارج: «معاه الخدم والحشم».
وأضاف أن كلمة «الحشم» في اللغة تُطلق على المحيطين بالإنسان ممن يُظهرون له الهيبة، ولذلك نقول في حياتنا اليومية «فلان احتشم» أي التزم بالأصول واللياقة في مقابلة الناس.
وأشار إلى أن الشاب الذي سأل السؤال كان واعيًا وذكيًا، قائلًا: «يا جماعة شبابنا بخير، والله ما كنت متخيل إنه يعرف يجاوب كده، ربنا يكرم اللي علمه».
وبيّن الجندي أن صاحب الجنتين كان يفتخر أمام صاحبه بالمال والجاه والاتباع، فجاء رد القرآن على لسان الرجل المؤمن: «إن ترنِ أنا أقل منك مالًا وولدًا» ليشمل كل ما كان يفاخر به من مال ونفر وأعوان.
وتابع الشيخ خالد الجندي حديثه موضحًا معنى «متكئين» في وصف أهل الجنة، قائلًا إن القرآن لم يصف أهل الجنة بأنهم جالسون أو واقفون، بل وصفهم بالاتكاء، وهو رمز الراحة ورفع الكلفة، فالإنسان لا يتكئ إلا إذا كان في مقام أمان وطمأنينة، ولا يمكن أن يتكئ أمام من يهابه أو في مقام عمل.
وأضاف أن وصف «متكئين» في الجنة يدل على الرفاهية وتمام الراحة، بخلاف الدنيا التي تفرض فيها الأعراف والبروتوكولات وضعية الجلوس ووقوف الحشم والحاشية.
وأكد أن القرآن دقيق في استخدام الألفاظ، وأن كل كلمة تأتي في موضعها لحكمة ولغة ومعنى متكامل.



