أطلق الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، تحذيرًا شديد اللهجة من مغبة تقديم العقل على النصوص الشرعية، مستشهدًا بقصة سيدنا نوح عليه السلام مع ابنه كما وردت في القرآن الكريم.
العقل أمام النص: قصة ابن نوح نموذجًا
وقال الشيخ الجندي، في حلقة جديدة من برنامج “لعلهم يفقهون” على قناة DMC، إن ابن نوح استخدم عقله ورفض الانصياع للنص الشرعي الواضح الذي بلّغه له نبي الله، حين دعاه للركوب على السفينة والنجاة من الطوفان، لكنه قال: “سَـَٔاوِىٓ إِلَىٰ جَبَلٍۢ يَعْصِمُنِى مِنَ ٱلْمَآءِ”، فجاء الرد الإلهي قاطعًا: “لا عاصِمَ اليَوْمَ مِن أمْرِ اللَّهِ إلّا مَن رَحِمَ”، ثم جاء الختام الحاسم: “وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ”.
وأكد خالد الجندي أن هذه القصة توضح كيف أن تقديم العقل على النص يؤدي إلى الهلاك، لأن العقل الذي لا يستنير بالوحي يقع في القياس الفاسد، موضحًا: “لو أدرك العقل أن الفاعل هو الله، لما تصوّر شيئًا محالاً”.
الفارق بين “من الكافرين” و”مع الكافرين”
وتوقف الجندي عند دقة التعبير القرآني في قول نوح: “وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ”، وليس “من الكافرين”، موضحًا أن نوح لم يكن يتخيل أن يكون ابنه كافرًا، لكنه اختار الانحياز إليهم، وهنا تكمن دقة البيان الإلهي.
رسالة إلى الآباء والمربين
واختتم الجندي حديثه برسالة إلى أولياء الأمور، قائلاً: “افعلوا ما عليكم، لكن التوفيق من عند الله، فقد بذل نوح كل ما يستطيع، ورغم ذلك خرج ابنه كافرًا. فاتقوا الله في أولادكم، فهو من يُنبتهم نباتًا حسنًا”.
