الخطاب الإلهي

حكم تخصيص دعاء في ليلة النصف من شعبان

ورد الى دار الإفتاء المصرية سؤال نصه “هل يوجد دعاء مخصص لليلة النصف من شعبان؟ وما حكم الدعاء فيها بالدعاء المشهور بين الناس؟

أجابت دار الإفتاء ” ليلة النصف من شعبان ليلةٌ فاضلةٌ مباركةٌ حث الشرع على إحيائها؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عنه جابرٌ رضي الله عنه: «مَنْ أَحْيَا اللَّيَالِيَ الخَمْسَ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ..» وذكر منها: «لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان» أخرجه الأصبهاني في “الترغيب والترهيب”.

وقالت “هي ليلةٌ يستجاب فيها الدعاء؛ كما أخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ..” وذكر منها: “لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ”، يقول الإمام الشافعي في “الأم” (1/ 264): “وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ: منها: لَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ”.

واضافت “مع أنه لم يُحفَظ حديثٌ مرفوعٌ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدعاءٍ مخصوص في ليلة النصف من شعبان، إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ضرب للدعاء فيها أمثلة؛ فقال: «فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وهذه الأمثلة من الدعاء نجدها في الدعاء المشتهر بين الناس؛ فإنه قد اشتمل على المعاني الواردة فيها، وهو دعاءٌ مجربٌ بين العلماء والأولياء، ووردت بعض ألفاظه عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم؛ منهم عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، وصيغته: “اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”. والله سبحانه وتعالى أعلم.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button