حكم الشرع في جمع صلاتين لظروف المطر
مع قدوم الشتاء وتكاثر الأمطار يتجدد الجديث حول جمع صلاتين في وقت واحد حيث ورد سؤال من أحد متابعي الإذاعة إلى الدكتور سيف رجب قزامل – أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر – يقول: “هل تجوز صلاة العشاء عقب صلاة المغرب جماعة في المسجد لظروف المطر؟”.
فأجاب قزامل قائلاً: أجاز بعض الفقهاء الجمع بين صلاتين لظروف المطر على ألا يكون ذلك عادة، ومن أدلتهم حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَرٍ”.. رواه مسلم.
وتابع أستاذ الفقه المقارن من خلال إجابته على السؤال الوارد إليه من أحد متابعي برنامج “بريد الإسلام” المذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم أن هناك أدلة على الجمع الصوري بين صلاتين أي الجمع بوضوء واحد لصلاتين، ولكن بشرط ألا يكون ذلك عادة، مؤكدًا أن الأصل هو أداء الصلاة في وقتها والمحافظة على أوقاتها، لقول الله عز وجل {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.. [النساء : 103].
وأكد قزامل أن الإمام الراتب هو الذي له حَقُّ الجزم بانطباق شروط الجمع من عدمها، وليس لأحد من المصلين الاعتراض عليه في المسجد، سواء كان اعتراضًا لطلب الجمع، أو لتركه؛ إذ الأصل أن لدى الإمام من العلم الشرعي ما يؤهله لاتخاذ القرار في ذلك الأمر، فإن الجمع بين الصلاتين في الحضر لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الدائم، وإذا دعت الحاجة للجمع فلا مانع من أن يجمع المصلون بين مشتركتي الوقت على ألا يتخذ ذلك عادة، وفي هذه الحالة يكون الجمع صوريًّا.