حكم الجدال في الإسلام.. علي جمعة: جهل.. وهاني تمام: حرام
ما حكم الجدال في الدين؟ ترك الجدال والمراء والخصومات محمود شرعًا، وخاصة إذا كان ذلك في الدين، ومع أهل الأهواء والبدع،وقد وردت في ذلك بعض الأحاديث والآثار، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».
هل الجدال في الدين حرام شرعا؟
قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك من الناس من يحب الجدال فى بعض الأمور خاصة المتعلقة بالتحريم، لافتاً إلى أن البعض يسأل لماذا حرم الله الخمر، وهذا يعتبر من الجدال الحرام؟.
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، في تصريح له: «دائمًا بنقول للناس سبحان الله تشريعات ربنا وأوامر ربنا فيها، كل الخير نعم يعني لما ربنا يأمرنا بحاجة نتأكد تمام التأكد أن الخير والبركة في هذا الأمر حتى ولو كان الأمر ده في الظاهر صعب علينا أو إحنا مش هنتحمل أو بالنسبة لنا في أو بالنسبة لنا في مشقة بنقول لا الخير كل الخير فيما يأمر الله سبحانه وتعالى به والشر كل الشر فيما ينهى الله سبحانه وتعالى عنه فلما ربنا لما ينهاك عن حاجة بينهاك عن شرب الخمر عشان الخمر خبيثة لما ربنا ينهاك عن شرب المخدرات وكل هذه الأمور المضرة صحيح فكل ده في ضرر لك”.
يجب على الإنسان تنفيذ أوامر الله
وتابع: “فلازم أنت كمسلم تتقبل هذا الأمر وهذا النهي وتعرف إن الخير في ذلك حتى لو إنك مشمدرك الحكمة في بعض الناس تقول لك هو ليه ربنا حرم ده هو ليه ربنا أحل ده وعايزه تعرف الحكمة من وراء كل حاجة بنقول لهم أحيانًا في بعض التكاليف ربنا سبحانه وتعالى بيظهر منها الحكمة ودي أحيانًا في بعض الناس تعرفها وفي بعض الناس ما تعرفهاش وفي حاجات ربنا سبحانه وتعالىأخفى الحكمة بتاعتها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، حال الكافر بيبقى دائمًا جدال لكن حال المسلم اتباع واستسلام وخضوع وانقياد لله سبحانه وتعالى: «فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين».
واختتم: فتلاقي دائمًا الناس في ناس تحب تجادل يا عم هو ربنا حرمها عشان هي حرام طب ليه حرمها ليه حرام لو أنا مش عارف خلاص يكفيني أن أقول إيه هذا من أمر الله سبحانه وتعالى.
وأفاد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، بأن من السلوكيات التي تركها لنا رسول الله ﷺ وأمر المؤمن أن يتلبس بها عدم المراء والجدال بغير علم، والله سبحانه وتعالى يقول : «الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ»، ويقول جل وعلا: «وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا».
النهي عن الجدال والمراء بغير علم
وأضاف مفتي الديار المصرية السابق، أن سيدنا النبي ﷺ ينهانا عن الجدال والمراء بغير علم؛ لأنه يكون فيه نوع من أنواع البهتان، وفيه نوع من أنواع الكذب، وفيه نوع من أنواع الجهل؛ فعن كعب بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِىَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيُمَارِىَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ» (رواه الترمذي).
حكم من طلب العلم ليُقال عنه عالم
وأكد عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن هذا حديثا في منتهى القوة: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِىَ بِهِ الْعُلَمَاءَ»، يعني هو لا يريد العلم من أجل منفعة البشرية، وعمارة الأرض، وتصحيح عبادة الله، إنما يريد أن يقال عنه إنه عالم حتى يشاغب مع العلماء، حتى إذا جلس في المجالس يُلتفت إليه، إذًا أين الإخلاص؟ أين النية؟ أين خلوص النية لله سبحانه وتعالى؟ ليس هناك لا إخلاص، ولا خلوص، ولا نية صادقة، إذًا هذا يكون مصيره إلى النار.
هناك فرق بين المراء والجدال وبين المناقشة
وأوضح رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن هناك حديث رواه أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه، عن سيدنا رسول الله ﷺ، أنه قال: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ». ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ -ﷺ- هَذِهِ الآيَةَ «مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ» (سنن الترمذى) يريدوا المخاصمة، والجدال، والمنازعة، ولا يريدون أن يصلوا إلى الحق الذي هو عند الله، إذًا هناك فرق بين المراء والجدال وبين المناقشة؛ المناقشة لابد أن تقوم على علم، ثانيًا: تتغيا الوصول إلى الحق، ثالثًا: تريد الوضوح، وعدم الرياء، وعدم السمعة، بل تريد المنفعة.
وعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِىَ لَهُ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِىَ لَهُ فِى وَسَطِهَا، وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِىَ لَهُ فِى أَعْلاَهَا» (الترمذي).