حكم التضحية بالطيور.. رد دار الإفتاء بعد تصريحات سعد الدين الهلالي
أثار حكم التضحية بالطيور الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد تصريحات أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سعد الدين الهلالي في مداخلة هاتفية في برنامج ‘الحكاية’ على قناة MBC مع الإعلامي عمرو أديب، والذي صرح بأنه يجوز التضحية بالطيور في عيد الأضحى.
وجاء هذا بعد ارتفاع أسعار الأضحية من البهائم والأنعام لأسعار جنونية، وأدى ذلك إلى الاستدانة لأجل الأضحية، أو الامتناع عن أضحية عيد الأضحى 2023 اعتمادًا على أنها سنة اكتفاء، وخلال السطور التالية إليك رد دار الإفتاء على حكم التضحية بالطيور.
التضحية بالطيور
أثارت تصريحات سعد الدين الهلالي الأخيرة ضجة كبيرة وواسعة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بسبب جواز التضحية بالطيور في عيد الأضحى، وموقف الآراء الفقهية الواردة في هذا الشأن.
إذ قال في تصريحاته الهاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه ‘الحكاية’ المذاع على قناة MBC: ‘ ثقافة الاستدانة وغلاء الأسعار بالتقسيط، طيب لننشر ثقافة الأضحية بالطيور الي قال عليها داوود بن علي الظاهري وابن حزم الظاهري وروه عن بلال ابن ابي رباح واستندوا إلى أدلة في القرآن والسنة’.
حكم التضحية بالطيور
وورد سؤال عن حكم التضحية بالطيور إلى دار الإفتاء المصرية، والذي أجاب عنه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية قائلًا عن سؤال نصه: ‘ ما حكم التضحية بالطيور؟ فإن بعضُ المتصدّرين يُرَوّج للقول بجواز التضحية بالطيور، وأن بعض الصحابة فعل هذا، فما مدى صحة هذا الكلام؟’.
إذ أجاب عن ذلك المفتي قائلًا: ‘لا يجزئ في الأضحية إلا أن تكون من الأنعام؛ وهي: الإبل، والبقر، والغنم’ نافيًا أن يحصل المسلم المضحي بالطيور جزاء الأضحية في عيد الأضحى، وأن شرط أساسي أن تكون من الأبقار أو الغنم أو الإبل.
وعلق عن الرأي القائل بجواز التضحية بكل حيوان يؤكل لحمه، قائلًا: ‘رأي ضعيف، غير معتبر في الإفتاء، ومخالفٌ لعمل الأمة المستقر’، وهذا مما يؤكد على أنه رأي بعض الأئمة ولكنه ضعيف.
وأضاف في إجابته أنه ما ورد أن أحد الصحابة قال بجواز التضحية بالطيور غير صحيح؛ مما يبرر عدم جوازالتضحية بالطيور وعدم اعمل بها في الإفتاء، وأوضح السبب أن النصّ الوارد عنه ليس على ظاهره، وإن حُمِل على ظاهره فهو مجرد اجتهاد من الصحابي، لكنه مخالف لما قد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا حجة فيه.
حكم الأضحية في الإسلام
أكد عدد من الآيات في القرآن الكريم عن حكم الأضحية في الإسلام بالأنعام كما ورد قول تعالى: ‘ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ’ [الزمر:6]، كما ذكر في سورة الحج:34 قول الله تعالى: ‘ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ’.
كما ورد في الحديث النبوي الشريف ما يشير عن الأنعام قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث ابن ماجه السابق: ‘مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلاً أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَأَشْعَارِهَا’.
وكان هذا ما ورد عن دار الإفتاء المصرية عن حكم التضحية بالطيور والذي يضعف من رأي سعد الدين الهلالي والذي ينافي ما قاله وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.