حكايات خاصة لـ«مشجعين» حتى الصافرة النهاية
ساعات قليلة تفصلنا عن مباراة قبل النهائية في بطولة كأس الأمم الأفريقية، بين منتخبي تونس ونيجريا، ورغم خروج مصر من تلك المباراة في الدور الـ16 على يد منتخب جنوب إفريقيا، إلا أن مصريين كثيرون لازالوا يشجعون في البطولة المنتخبات العربية.
وامتلأ إستاد القاهرة الكبرى منذ الصباح بالمشجعين المصريين والعرب، لاسيما أن المباراة النهائية ستعقد يوم الجمعة القادمة بين منتخب الجزائر والسنغال، على أصوات المشجعين الذين لم ييأسوا رغم خروج المنتخب المصري، وعزموا على مواصلة التشجيع في كل مباريات البطولة.
حاورت “الدستور” عدد من هؤلاء المشجعين. بنبرة يملؤها الحزن والأسى، يقول أحمد حسن، يعمل في مجال التسويق: “تمنيت صعود مصر، كان نفسنا نحقق التامنة، لكن كان هناك تراخي ظهر جليًا مع لعيبة المنتخب المصري، على الرغم من توفير الدولة كل احتياجاتهم”.
يضيف: “بداية من جو هادئ يساعدهم على التركيز في التدريبات، والتطوير العظيم الذي شهدته جميع الاستادات التي تُقام عليها مباريات البطولة، وصولًا بأن هذه البطولة تُقام على أرضنا، ووقوف الجماهير المصرية كلها بجانبهم وتشجيعهم حتى اللحظة الأخيرة، لكن خيبوا أملنا”.
وتابع “حسن”، جميع الفرق استعدت بشكل جيد، وظهرت بشكل مشرف لبلدها، حتى لا يستطيع أحد أن يتوقع من الفائز هذه المرة وسينال لقب بطل القارة السمراء، مضيفًا أنه يتمنى للمنتخبات العربية الشقيقة أن تفوز ويذهب الكأس إما للجزائر أو تونس، فضلًا عن أنهم يستحقون الفوز بجدارة.
“هنكمل تشجيع وهنروح مباريات الدول العربية”، يقولها حسن، مؤكدًا على أن المسئولين عن التنظيم بذلوا مجهود رائع في جميع لقاءات البطولة وفي استادات المحافظات.
تابع: “مصر شرفتنا أمام العالم كله بالظهور بهذا الشكل المشرف، ولا يعني خروجنا هو انقطاعنا عن متابعة البطولة؛ لأن تكمن قوة أي تنظيم في التشجيع والحضور الجماهيري، لذلك ناويين نرد الجميل لمصر والتنظيم ونحضر أهم المباريات القادمة”.
“نفسي الجزائر تكسب البطولة”، هكذا يقول محمد عاطف، عشريني، مصور، مضيفًا: “سأحاول حضور جميع مباريات الجزائر القادمة، وسأشجعها كما فعلت مع مصر قبل خروجها، كما أن الجزائر هي الأحق بالفوز؛ بسبب اجتهادها وحماسها الواضح في الملعب، بالإضافة إلى التفاهم بين اللعيبة أنفسهم، كلهم بيلعبوا بروح قتالية ودا باين أوي في الحماس اللي ظهر في جميع المباريات اللي خاضوها”.
يتابع عاطف، “كنت حزين على أداء مصر في آخر ماتش، وكنت متوقع من البداية خروج مصر، ولكن قررنا أنا وأصدقائي أن نحضر مباريات الجزائر، والتصفيات النهائية، وسنهتف للجزائر؛ لأنهم بيلعبوا كورة بشكل احترافي، وبيخدموا على بعض، بمعنى أنهم بيلعبوا مع بعض مش كل واحد في حتة و سايب باقي الفريق، وركزوا على هدف واحد وهو العودة إلى ديارهم بكاس البطولة”.
وفقًا لـ”عاطف” فأن خروج مصر لا يعني عدم حضورهم باقي المباريات البطولة، موضحًا: “بمرور الوقت بتزداد حماسًا وتنافسًا بين أبطال أفريقيا على الحصول على اللقب، وأرى أن اللقب سينحصر إلى الجزائر أو نيجريا، كلاهما قويان ومباراياتهم ممتعة للغاية”.
أما مصطفى مجدي الشهير بـ”ديشا”، محاسب، يقول: “حجزت تذكرة الماتش القادم على أمل فوز مصر وصعودها، ولكن حدث عكس ذلك تمامًا، على الرغم من توقعنا لهذه النتيجة وهي خروج مصر من البطولة”.
يضيف: “ولكن كان أملنا كبير أن المنتخب يصعد، بعدها وجدت أن المباراة القادمة ستكون بين نيجريا وجنوب أفريقيا، وفي بادئ الأمر حاولت استرجاع التذكرة أو بيعها، ولكن قررت أنا وزمايلي في الشغل أننا نحضر”.
“قررنا بعد الشغل، التوجه للاستاد، والذهاب لمشاهدة مباراة ممتعة مثل ماتش نيجيريا وجنوب أفريقيا، قولنا هنشجع اللعبة الحلوة”، يقولها مصطفى مضيفًا: “وفي المباراة بدا واضحًا تفوق نيجيريا، هي فرقة قوية واللعيبة فايقة من بداية البطولة، وبالفعل كانت الأجواء في الماتش مبهجة، وبعد حضورنا هذه المباراة قررنا حضور النهائيات”.
يقول محمد مرسي، عشريني: “لا يعني خروج مصر امتناعنا عن حضور مباريات البطولة، فذهابنا إلى الاستاد ومشاهدة لقاءات أبطال أفريقيا المختلفة، فمن ناحية أخرى يعتبر تواجدنا في المدرجات، يعني تشجيع مصر”.
أضاف: “أرى أن حضورنا يعني أننا هننجح البطولة، وخاصة إنها على أرضنا، وهنبين للناس كلها أن الشباب بتشجع، والجمهور حاضر، وهي دي أهمية حضور الجماهير وعودتها للمدرجات والهتافات”.
يتابع “مرسي”، أنه عزم نية حضور مباريات النهائيات والنصف نهائيات، بالإضافة إلى أنه قرر هو وزملاؤه تشجيع الفرق العربية والوقوف بجانبها، كما أنه يتمنى أن تحصد الجزائر أو تونس الفوز باللقب: “هنملى الاستادات، ونساند الفرق العربية”.
يختمم الشاب: “بجانب حضوري أنا وأصحابي النهائيات سننطلق للذهاب وراء المنتخبات العربية في مواجهاته مع الفرق الأخرى، وسنهتف لها بكل عزمنا، لازم حد من الفرق العربية يحصد اللقب”، معبرًا عن حزنه الشديد على خروج مصر في بدايات البطولة، ولهذا سيشجع إحدى الفرق العربية.