توب ستوريشئون عربية ودولية

حقول الألغام تعرقل الهجوم الأوكراني المضاد

ساهمت حقول الألغام التي زرعها الجيش الروسي في المناطق التي يسيطر عليها من أوكرانيا، في عرقلة الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، وفقا لمجريات الأحداث على الأرض.

ويتفق المحللون العسكريون على أن القوات التي تدافع عن الأرض تحتفظ دائما بمزايا كبيرة، وخصوصاً إذا توفر لها عامل الوقت الذي يمكنها من تحصين خطوطها الدفاعية بشكل “احترافي”.

وهذا ما حدث تماماً في الحالة الروسية الأوكرانية؛ فقد بدأت أوكرانيا بالتصريح عن هجوم مضاد وشيك على مختلف الجبهات منذ عدة أشهر.

والغاية كانت كسب تأييد ودعم الغرب وأمريكا وتزويدها بأكبر قدر ممكن من الأسلحة والعتاد، لكن أوكرانيا غفلت عن أنها أعطت الجيش الروسي الوقت الكافي لتحضير خطوط دفاعه.

وزرعت القوات الروسية، خلال الفترة الماضية، حقول ألغام مضادة للأفراد والدبابات بشكل مكثف وعززت كافة تحصيناتها على كافة المحاور المتوقعة للهجوم الأوكراني المضاد.

في المقابل، انتظرت أوكرانيا حتى وصلها السلاح والعتاد اللازمان للهجوم المضاد الذي فقد أهم عنصر، وهو المفاجأة.

وحدث ما كان متوقعاً، واصطدمت القوات الأوكرانية بقوة دفاعات روسيا، بل وخسرت الكثير من آلياتها ومعداتها ودروعها التي وصلتها من الغرب وأمريكا.

وتعتبر الألغام “كلمة السر” لكل ما حدث، فقد أُجبرت القوات الأوكرانية على السير بطريقة بطيئة وبظروف صعبة بسبب كثافة حقول الألغام التي زرعتها الدفاعات الروسية على الجهتين الجنوبية والشرقية.

ولجأت مجموعات صغيرة من خبراء المتفجرات الأوكرانيين على الخطوط الأمامية، للزحف داخل حقول الألغام كخيار أخير للتعامل معها باستخدام الواخز ووسائل الحفر اليدوية، حمايةً لما تبقى لديهم من معدات خاصة يمكن استهدافها بسهولة من المسيرات والصواريخ والمدفعية الروسية.

وقال جنود أوكرانيون إن التعزيز الطويل للهجوم المضاد، الذي بدأ منذ حوالي شهر عبر أجزاء متعددة من ساحة المعركة في شرق وجنوب البلاد، أعطى الروس وقتاً للاستعداد.

ودفعت الألغام قيادة القوات الأوكرانية في كييف إلى تغيير استراتيجيتها، وبدلاً من محاولة إقحام ناقلات الجنود المدرعة والدبابات التي قدمها الحلفاء الغربيون لمساعدة أوكرانيا في هذا الهجوم المضاد، تتحرك الوحدات للأمام ببطء سيراً على الأقدام.

وقال قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني: “لم يعد بإمكانك فعل أي شيء بدبابة مدرعة، لأن حقل الألغام عميق جداً، وعاجلاً أم آجلاً، ستتوقف ثم يتم تدميرها بنيران مركزة”.

وأضاف: “نحتاج إلى معدات خاصة لتدمير الألغام عن بعد”.

بدوره، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مساء الجمعة، بصعوبة التقدم.

وقال زيلينسكي: “يجب علينا جميعاً أن نفهم بوضوح شديد أن القوات الروسية على أراضينا الجنوبية والشرقية تستثمر كل ما في وسعها لوقف محاربينا، وأن كل ألف متر من التقدم يستحق الامتنان”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button