توب ستوريشئون عربية ودولية

حزب الله وحماس في لبنان.. مَن يختبئ خلف الآخر؟

أثارت حادثة إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على إسرائيل، الخميس، نقاشًا واسعًا خلال اجتماعات القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل حول آلية الرد على الحادثة غير المسبوقة من الأراضي اللبنانية منذ انتهاء حرب يوليو/تموز بين إسرائيل ولبنان العام 2006.

وتشير تقارير عبرية إلى أن إسرائيل وحزب الله، على حد سواء، غير معنيين بحرب واسعة على غرار مواجهة، العام 2006، لكن تل أبيب تخشى من أن مرور الحادثة دون “ثمن باهظ” يمثل ضربة لما تطلق عليه إسرائيل “قوة الردع” في التعامل مع خصومها.

وفي المقابل تؤكد المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل أن حدثًا مثل إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على إسرائيل لا يمكن أن يحدث دون غطاء من حزب الله الذي يحتضن أنشطة عسكرية لحماس في لبنان.

مسؤولون في إيران وحزب الله يراقبون الهجمات المنسوبة لحماس من لبنان ويشتمون رائحة التردد في السياسة الإسرائيلية.
يديعوت أحرنوت

ورد الجيش الإسرائيلي على الحادثة غير العادية بردود روتينية؛ حيث قصف أهدافًا تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وأخرى قال إنها ضمن بنية تحتية عسكرية لها في جنوب لبنان، وتجنب المساس بأهداف تتبع لحزب الله.

ولم تعلن حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من لبنان، كما تجاهل حزب الله التعليق بشكل رسمي على الحادثة، رغم الانتقادات الواسعة من الحكومة وقوى سياسية لبنانية طالبت بمنع الزج بالبلاد في حرب مع إسرائيل، ما يطرح تساؤلًا حول أهداف حماس وحزب الله معًا من هذه الحادثة، وما إذا كان كل منهما يختبئ خلف الآخر لتحقيق غايات مختلفة.

“تآكل الردع”

وتشير صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إلى أن طبيعة التعامل الإسرائيلي مع الحادثة حتى اللحظة، يمثل نجاحًا جزئيًا بالنسبة للحزب اللبناني وحماس في فرض معادلة جديدة على إسرائيل؛ تسمح بموجبها للحزب بعدم تحمل مسؤولية إطلاق النار من لبنان، وتسمح لحماس بفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل دون دفع ثمن باهظ.

وقالت الصحيفة إن “تطورات الساعات الـ48 الماضية، كشفت أن إسرائيل تسمح لحماس بالعمل في الضفة الغربية والقدس، وحتى كسر السلام الذي استمر 17 عامًا تقريبًا على الحدود الشمالية مع لبنان، وتفضل الرد المحدود، واحتواء الحدث، بدلًا من استهداف قادة الحركة في غزة يحيى السنوار، وفي بيروت صالح العاروري”.

وأضافت أنه “طالما أن حماس لا تدفع ثمنًا لمحاولاتها لاستمرار التصعيد في الضفة الغربية وفي جبهات مختلفة حتى بعد انتهاء شهر رمضان، فإن جهودها لتنفيذ عمليات ستستمر بقوة أكبر”.

وتابعت الصحيفة أن “المسؤولين في إيران وحزب الله يراقبون من خلف الستار الهجمات المنسوبة لحماس في الوقت الحالي من لبنان، ويشتمون رائحة التردد في السياسة الإسرائيلية”.

حزب الله حاول جس نبض إسرائيل من خلال دفع حماس لتنفيذ عملية واسعة ضد إسرائيل من لبنان.

أهداف حزب الله وحماس

ونقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مصدر أمني لم يسمّه قوله إنه “بعد إطلاق الصواريخ من لبنان، بعث حزب الله بعدة رسائل إلى إسرائيل عبر فرنسا وجهات دولية أخرى، بأن التنظيم لم يكن على علم بنوايا إطلاقها”.

وأشار الموقع ضمن كشفه لكواليس مباحثات المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل حول الرد على العملية، إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، قال إن “مصلحة إسرائيل هي إبعاد حزب الله عن جولة التصعيد الحالية، وإنه إذا كان الرد الإسرائيلي يركز على أهداف حماس في لبنان، فلن يتدخل حزب الله بالضرورة”.

وأضاف: “يبدو أن الأمر انتهى، ستكون أعين إسرائيل على حزب الله، لكن إذا بقي حزب الله على الجانب الآخر، فهذا نجاح، لأن حماس ترغب في أن يتدخل”، لكنه أعاد في الوقت ذاته تأكيد ما خلصت إليه تقديرات إسرائيلية أولية بعد إطلاق الصواريخ من لبنان، بأن حماس لا يمكن أن تقوم بهذه العملية الضخمة دون تنسيق مع حزب الله.

وتشير المعطيات هذه، وفق التقارير الإسرائيلية، إلى أن حزب الله حاول جس نبض إسرائيل من خلال دفع حماس لتنفيذ عملية واسعة ضد إسرائيل من لبنان، وفي المقابل نفي صلة الحزب بهذه العملية، لخلط أوراق إسرائيل فيما يتعلق بالرد عليها.

كما تشير بالمقابل لاستغلال حماس لعدم رغبة إسرائيل في الدخول بمواجهة واسعة مع حزب الله، لتنفيذ عمليات من الأراضي اللبنانية، وفتح جبهة جديدة بعيدة عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة، وترغب في استمرار حالة الهدوء فيه لتثبيت أركان سيطرتها عليه.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button