حرية الاختيار للإنسان.. إما جنة وإما نار.. بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء
كل الرسالات الإلهية لم يتشاور الله مع البشر ، ليبدوا آراءهم أو يطلب منهم النصيحة أو الرأي ، فالله خالق السماوات والأرض، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، وسيحاسبهم على أعمالهم في الدنيا، ومدى إيمانهم واتباعهم لشرعة الله ومنهاجه في حياتهم الدنيوية،
والرسالات الإلهية لا تخضع لآراء البشر ، فالله وضع قاعدة لخلقه من الناس كما قال سبحانه ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورً ) (الإنسان – ٣).
فمن آمن بالله وبقرآنه، وشهد أن محمداً رسول الله، فليس له رأي يحيد عن تلك الثوابت، فإما أن يكون صادقاً مع الله، ويطيع رسوله بما بلغه عن رب العالمين من الآيات القرآنية، التي رسمت له خارطة طريق الحياة السعيدة، ويحظى بوعد الله في الآخرة بجنة النعيم،
فقد أطاع الله وطبق شرعته ومنهاجه، كفل الله له الأمن في الحياة الدنيا، وعصمه من النفس الأمارة بالسوء ، وعاش حياة طيبة، وأما إذا اتبع هواه واتخذ الشيطان وكيلا ، فالنار ستكون مأواه،
وكل إنسان منحه الله الحرية المطلقة وله حق الاختيار بين طريقين: طريق الحق, وطريق الباطل، وتلك قضية واضحة المعالم، الطريقان واضحان, والاختيار لدى الإنسان, ولا مزايدات ولا روايات تفتح باب الشيطان للخلاف والنزاع والقتال وكفى الله المؤمنين القتال.