حرب غزة تحوّل لندن إلى مدينة لا ترحّب باليهود
سجلت إحدى المنظمات الخيرية المعنية بحماية اليهود في بريطانيا ما لا يقل عن 805 حوادث مصنفة على أنها “معادية للسامية”، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بزيادة قدرها 689% عن الفترة نفسها من السنة الماضية، وفق ما ذكر موقع “جويش انسايدر” الأمريكي.
وحسب تقرير للموقع، تضمنت الحوادث الاعتداءات وتخريب الممتلكات اليهودية والإساءة عبر الإنترنت.
وأفاد مسح أجراه معهد “أبحاث السياسة اليهودية”، ومقره في بريطانيا، بأن “الأزمة في إسرائيل تؤثر بشكل وثيق جدا على مجتمع اليهود في بريطانيا، فهناك أكثر من سبعة من بين عشرة يهود لديهم عائلة في إسرائيل، بينما 90% منهم قاموا بزيارة إسرائيل مرة واحدة على الأقل”.
وخلص المسح إلى أن “12% من البالغين في أنحاء بريطانيا يكنون كراهية عقائدية تجاه إسرائيل، بينما 56% يحملون على الأقل فكرة واحدة معادية لإسرائيل يعتبرها كثير من اليهود معادية للسامية”.
ونقلت الصحيفة عن الحاخام ديفيد ماير قوله إنه “لوضع مؤسف عندما تقدم النصيحة للأطفال من أجل إخفاء أي إشارات تدل على هويتهم اليهودية”.
وتعيش المدارس اليهودية في بريطانيا خطرا متزايدا من التعرض للهجوم كحال باقي المؤسسات اليهودية، لكن الطلاب يشعرون في الغالب بعدم الأمان في وسائل النقل العامة.
لكن الحقيقة هي أن مدينة لندن اصبحت في 2023 غير مرحبة باليهود على نحو متزايد، فالأكاديميون البارزون يدعون إلى “انتفاضة حتى النصر”، ومراسلو الـ”بي بي سي” يرفضون الإشارة إلى حماس على أنها منظمة إرهابية، وكراهية إسرائيل شائعة في مباريات كرة القدم، فيما تتعرض المطاعم التي تقدم الطعام اليهودي للتخريب.
قالت إحدى الأمهات اليهوديات إنها “طلبت من ابنها عدم التحدث باللغة العبرية أمام الملأ”، مشيرة إلى أن “هناك شعورا متزايدا بالضعف في المجتمع”.
وأضافت أنه “في الثماني والأربعين ساعة التي تلت هجوم حماس على إسرائيل، كان جميع اليهود في بريطانيا والعالم في حالة صدمة، وعندما ردت إسرائيل وأصبح هناك قتلى بين الفلسطينيين، بدا النشاط المؤيد للفلسطينيين في أوروبا وفي بريطانيا، ومن هنا بدأ الشعور بعدم الأمان”.
وأردفت الأم أن “المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين أطلقت موجات من القلق ومزيدا من الصدمة؛ لأنه لم تكن هناك إدانة لما فعلته حماس، ليس فقط من جانب الفلسطينيين وإنما أيضا من مؤيديهم، والأسوأ من هذا، تمجيد أفعال حماس وظهور دعوة لمحو إسرائيل”.
وأنهى الموقع الأمريكي تقريره بتصريحات لمدير التحقيقات في منظمة “حملة ضد معاداة السامية”، ستيفن سيلفرمان، قال فيها إن “ما يحدث الآن خارج عن النطاق وإنه لم يسبق له أن عرف مثل هذا الشعور بالخوف والعزلة داخل المجتمع اليهودي في بريطانيا”، مضيفا أن “هناك شعورا بتخلي المؤسسات عن اليهود من مؤسسات إعلامية إلى الأطباء والشرطة والمحامين، وقد أثّر ذلك على الطريقة التي يتفاعل بها اليهود مع باقي المجتمع”.