حائز على الأوسكار.. مخرج بريطاني يعتذر علنا بعد منشورات «معاداة السامية»
أعلن المخرج البريطاني آصف كاباديا، الحائز على جائزة الأوسكار والبافتا، عن تقديم اعتذار علني عقب سحب مؤسسة جريرسون الرعاية الممنوحة له.
جاء ذلك بعد انتشار منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي اتهمته المؤسسة بأنها تحتوي على مضامين معادية للسامية.
وكان كاباديا، الذي أخرج أفلامًا شهيرة مثل “إيمي” و”سينا”، قد تم اختياره مؤخرًا راعيًا لمؤسسة جريرسون، إلى جانب شخصيات بارزة في مجال الأفلام الوثائقية مثل دوروثي بيرن ولويس ثيروكس. إلا أن قرار تعيينه قوبل بموجة من الجدل بعد الكشف عن بعض منشوراته السابقة.
في بيان رسمي نشره موقع “فارايتي”، أعربت المؤسسة عن استيائها من تلك المنشورات، مشيرة إلى أن المجلس الإداري قرر في اجتماع طارئ إلغاء دوره كراعٍ للمؤسسة.
وأوضحت المؤسسة أنها لم تكن على علم بهذه المنشورات عند اتخاذها قرار تعيينه، والتي اعتبرت بعضها غير متاح حاليًا، مضيفة: “رغم التزامنا بحرية التعبير، لا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح مع أي تصرفات أو تصريحات عنصرية. وقد أكدت المؤسسة مرارًا التزامها بمبدأ عدم التسامح المطلق مع أي نوع من أنواع العنصرية”.
من جانبه، قدم كاباديا اعتذاره الكامل، معربًا عن أسفه حيال التأويل السلبي لتغريداته. وقال: “أشعر بالحزن العميق للأذى الذي تسببت فيه بعض تغريداتي. لم يكن قصدي بأي شكل من الأشكال التعبير عن معاداة السامية أو الدعوة للعنف”. وأضاف كاباديا أنه يتعاطف مع معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني، لكنه أيضًا يدين بشدة كل أشكال العنصرية ومعاداة السامية. وأشار إلى أنه نشر تلك التغريدات بسرعة دون التفكير العميق في تأثيرها.
وقد أغلق كاباديا حسابه على منصة “X” (تويتر سابقًا) بعد هذه الواقعة، ولكن لقطات للشاشات توضح أنه أعاد تغريد رسوم كاريكاتورية ومقاطع من فيلم “قائمة شندلر”، والتي أثارت غضبًا واسعًا. من بين تلك التغريدات كانت صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجسيد مشوه وهو يتناول لحمًا بشريًا بجوار طفل ميت، مما اعتبر إساءة مباشرة لليهود.
كما نشر تغريدة أخرى تتناول اتهامًا عامًا بالعنصرية والنفاق في الغرب، وأشار إلى “التواطؤ في الفاشية الإسرائيلية”، وهو ما دفع بالعديد من الشخصيات البارزة في المجتمع اليهودي لإبداء اعتراضها العلني. وقد أعرب المنتج نيل جرانت عن صدمته من تعيين كاباديا، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات ليست مجرد موقف سياسي، بل تجسيد للكراهية ضد اليهود.
من جهته، انضم ليو بيرلمان، المدير الإداري لشركة فولويل 73، إلى صفوف المنتقدين، حيث عبر عن استنكاره لتلك التغريدات، مشيرًا إلى أن كاباديا أثار الجدل “لسنوات” بسبب تعليقاته المسيئة.
وفي سياق متصل، شهدت مؤسسة جريرسون حادثة معادية للسامية في أحد حفلاتها العام الماضي، عندما تعرض بعض الحاضرين اليهود لاعتداء لفظي يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وتم اتخاذ قرار بمنع الفرد الذي قام بذلك الاعتداء من حضور فعاليات المؤسسة لمدة عشر سنوات.