يرصد بسماء مصر والوطن العربى يوم الثلاثاء 14 يونيو 2022 القمر البدر لشهر ذوالقعدة وسيزين السماء طوال الليل وسيمثل ثانى بدر عملاق هذا العام حيث سيبدو حجمه الظاهرى اكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد وذلك قبل أسبوع فقط من الانقلاب الصيفى فى النصف الشمالى الكرة الأرضية.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أنه بشكل عام يمكن القول بأن القمر بدرًا طوال الليل، ولكن علميا نطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التى يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس وسيحدث ذلك عند الساعة 02:51 بعد الظهر بتوقيت مكة (11:51 صباحا بتوقيت غرينتش) ويكون أكمل نصف مدارة حول الأرض خلال هذا الشهر، وذلك قبل 11 ساعة و32 دقيقة من وصوله الحضيض أقرب مسافة له من الأرض.
بعد ذلك سيشرق البدر العملاق من الأفق الجنوب الشرقى بعد غروب الشمس والمسار الذى سوف يسلكه فى السماء سيحاكى المسار المنخفض للشمس بعد ستة أشهر من الان حيث سيكون فى أقصى الجنوب، فهذا القمر يكتمل بدراَ بالقرب من الانقلاب الصيفى لذلك سيتبع تقريبًا نفس مسار شمس ديسمبر عبر السماء.
سيلاحظ بأن الحجم الظاهرى للقمر كبيرًا اثناء شروقه عندما يكون قريب من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه أحمر أو برتقالى ولكن بعد ارتفاعه فى السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصرى يحدث فى منتصف كل شهر قمري.
إن اللون الوردى أو البرتقالى الذى يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه بسبب الغلاف الجوى لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثره الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجى القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجى الطويل التى تصل إلى اعيننا، وهو نفس السبب الذى يجعلنا نرى الشمس الغاربه بلون ضارب للحمرة.
إن وصف ” العملاق” يطلق على القمر المحاق أو القمر البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتر، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية ” قمر الحضيض” ويقصد به وجود القمر فى أقرب نقطة من الأرض، وفى حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357,658 كيلومتر وهو أقرب إلينا نسبيا من البدر العملاق الأول فى مايو الماضي.
ان هذا البدر العملاق سيكون أكثر إشراقًا بنسبة 16% وحجمه الظاهرى أكبر بنسبة 6% عن المتوسط ، لذلك لن يلاحظ فرق فى حجمه الظاهرى مقارنة باقمار البدر المعتادة، ولن يكون له تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتى المد والجزر وهو أمر طبيعي.
سيصل القمر إلى أعلى نقطة فى السماء بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلى مائل نحو الجنوب وسيغرب بالأفق الجنوب الغربى مع شروق شمس الأربعاء.
يعتبر هذا التوقيت من الشهر القمرى مثاليا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التى تبدو مسطحة نتيجة لوجود كامل القمر فى نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهه “تيخو” أكثر الفوهات إشعاعا.
خلال الليالى المقبلة سيشرق القمر متأخرًا بحوالى الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهدا فقط فى سماء الفجر والصباح الباكر وفى ذلك الوقت يصل مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.