توغل إسرائيلي بطيء في خانيونس.. وخبير يكشف التفاصيل
يواصل الجيش الإسرائيلي تقدمه ببطء في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في خطوة يرى محللون أنها تهدف إلى تقليل الخسائر التي تكبدها في بداية الاجتياح البري.
وتُعد خانيونس الأكبر من حيث عرضها ضمن مدن قطاع غزة، وذلك عبر امتدادها من الحدود الشرقية مع المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وصولاً إلى شاطئ البحر على الحدود الغربية للمدينة.
ويتقدم الجيش الإسرائيلي ببطء في خانيونس على عكس ما حدث في مدينة غزة التي كان التقدم الإسرائيلي البري فيها أسرع، إذ لم يصل حتى اللحظة إلى مناطق واسعة تمثل مركز المدينة، رغم أنه على مقربة منه، كما أنه ما زال يخوض اشتباكات في عدة محاور غالبيتها في المناطق الشرقية للمدينة.
وقال الخبير الأمني محمد المصري إنه “منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، بعد 19 يومًا من القصف المتواصل، كان هناك تقدم سريع للجيش الإسرائيلي لكنه تكبد خسائر كبيرة”.
وأضاف، لـ”إرم نيوز”: “كانت توصيات العمل الاستخباري والاستطلاع العسكري وحتى المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة أنه إذا أسرعتم في العملية البرية ستخسرون كثيرًا، وإذا أبطأتم في العملية ستخسرون الوقت الممنوح لكم لإنجاز مهمة تحرير الرهائن، وإنهاء حكم حماس”، مشيرًا إلى أن ذلك سبب معضلة لإسرائيل خلال هذه الحرب.
وقال المصري إن إسرائيل استخلصت العبر من التقدم السريع في مدينة غزة الذي كلفها كثيرًا.
وأضاف “أن عدم معرفة طبيعة المكان يسبب ضربات موجعة لإسرائيل أوقعت قتلى وخسائر في الآليات”.
ولفت المصري إلى أن الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة انتهجت تكتيكًا عسكريًا جديدًا خلال هذه الحرب، تسمح خلاله لقوات الجيش الإسرائيلي بالتقدم نحو قلب المدن وخوض قتال شوارع معها، خلافًا لإستراتيجيتها السابقة بإقامة خطوط دفاعية أولى وثانية وثالثة على حدود قطاع غزة.
وقال الخبير الأمني إن “مدينة خانيونس هي المدينة الوحيدة حتى اللحظة التي اضطُرت إسرائيل لاجتياحها من اتجاه الحدود الشرقية للمدينة، إذ لا يمتلك الجيش الإسرائيلي أي وجود في الأجزاء الغربية منها، على عكس ما حدث في مدينة غزة وحتى في شمال قطاع غزة، التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي من اتجاهين أو حتى 3 اتجاهات في بعض المناطق”.
وتابع: “الجيش الإسرائيلي يتخذ اليوم خطوات بطيئة لأسباب متعلقة بأنه يمكن أن يتجاوز الفترة الممنوحة له، لينهي العملية بأقل الأضرار الممكنة”.
وأضاف المصري أن “السبب الآخر لبطء التقدم هو قوة الدفاعات التي تواجه الجيش الإسرائيلي خاصة الخسائر في الدبابات، إذ لم تكن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات أو تقديرات بشأن قدرة حماس على تدمير دبابات “الميركافا” بأسلحة مصنوعة محليًا مثل قذائف الياسين 105″.
ولفت الخبير الأمني إلى عامل آخر هو “الدمار الواسع الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية والذي نتجت عنه كميات كبيرة من الركام، وهو ما أصبح يستخدمه عناصر حماس كسواتر يمكن أن تشكل لهم حماية من قذائف الدبابات”.
وتواجه إسرائيل مشكلة كبيرة لتحقيق أهدافها المعلنة، خاصة المتعلقة بإنهاء حكم حماس، إضافة إلى أنها لم تجد أي قوة يمكن أن تشكل منظومة أمنية تتعاون معها في غزة، بحسب المصري.