شئون عربية ودولية

«توحيد المملكة» في مواجهة «مرحبا باللاجئين».. الاستقطاب يشطر لندن

تشهد شوارع العاصمة البريطانية، مواجهة من نوع خاص بين أنصار أقصى اليمين، المناهضون للهجرة، واليسار المُرحب باللاجئين.

وبدأ مناهضو الهجرة وآخرون يقولون إنهم “ضد العنصرية”، تنظيم تجمعات حاشدة اليوم السبت، تحت مراقبة دقيقة من الشرطة التي انتشرت بأعداد كبيرة بهدف منع أي اشتباكات بين الطرفين.

وانضم بضعة آلاف إلى مسيرة نظمها الناشط المناهض للهجرة والمسلمين ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون.

وتوجه المشاركون في المسيرة، التي تحمل اسم “توحيد المملكة”، نحو البرلمان حاملين أعلام بريطانيا، ولافتات كُتب عليها: “متى ستتحرك الحكومة من أجل مصلحة البريطانيين؟”.

ولم يحضر ياكسلي لينون، المسيرة التي دعا إليها اليوم، لأنه رهن احتجاز الشرطة قبيل جلسة استماع مقررة يوم الاثنين المقبل في قضية ازدراءـ وتتهم بعض وسائل الإعلام والسياسيين ياكسلي لينون بتأجيج التوتر الذي أدى إلى أعمال الشغب.

جانب من مظاهرات أقصى اليمين في لندن

 

وفي هذه الأثناء، احتشد ناشطون ونقابيون مناهضون للعنصرية في احتجاج مضاد، وحملوا لافتات كُتب عليها: “مرحبا باللاجئين” و “حطموا اليمين المتطرف”، حسب “رويترز”

وقالت نائبة مفوض الشرطة ريتشل وليامز، التي تقود عملية تأمين المسيرتين، إنهم مستعدون جيدا، لافتة إلى توفير موارد كبيرة للتعامل مع أي واقعة والتصدي بحسم لأي مخالفات، وسنجعل أثر الاضطرابات على الجمهور وأنشطة الأعمال عند الحد الأدنى.

وشهدت بريطانيا أعمال شغب استمرت لأيام في عدة بلدات ومدن في أنحاء البلاد في أواخر يوليو/تموز الماضي، عقب مقتل ثلاث فتيات في مكان لتعليم الرقص في مدينة ساوثبورت، وذلك بعد أن أدت معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى تحديد أحد المهاجرين المسلمين بشكل خاطئ على أنه الشخص المشتبه به في عملية القتل.

واستهدفت الاضطرابات فنادق تؤوي طالبي لجوء ومساجد ووصفها رئيس الوزراء كير ستارمر، بأنها “عنصرية”، وأنحى فيها باللائمة على “عنف تيار اليمين”. وانتهت الاحتجاجات بعدما اعتقلت الشرطة ما يزيد على 1500 شخص ووجهت اتهامات إلى نحو ألف منهم.

ويصف المتظاهرون اليمينيون أنفسهم بأنهم “وطنيون”، ويقولون إن بريطانيا مهددة من المهاجرين والمسلمين، فيما يؤكد منتقدوهم، ومنهم غالبية أعضاء البرلمان، أن من بينهم عنصريين ومنتمين لأقصى اليمين ومشجعي كرة قدم يتبنون نهج العنف.

وتأتي احتجاجات اليوم في وقت أظهرت فيه بيانات رسمية أن عدد طالبي اللجوء الذين عبروا القنال الإنجليزي هذا العام من أوروبا على متن قوارب صغيرة بلغ 29 ألفا و 578 شخصا، وهو عدد أكبر من العدد المسجل في العام 2023 بأكمله، وتتسبب مسألة عبور طالبي اللجوء في إغضاب الكثيرين في بريطانيا.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button