تلويح فلسطيني ومخاوف إسرائيلية من انتفاضة ثالثة
شهدت الفترة الأخيرة توترا متصاعدا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تخللته عمليات قتل ومواجهات عنيفة، ودعوات فلسطينية مطالبة بانتفاضة ثالثة، وسط تقارير إسرائيلية تحذر من خروج الوضع عن السيطرة.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي والباحث في مركز القدس للدراسات الدولية والمجتمعية، بنحاس عنباري، في حديث له، إن الانتفاضة الثالثة “بدأت منذ شهور، لكنها تختلف عن سابقاتها من الانتفاضات من حيث المحرك والهدف الرئيس لها”.
وأضاف عنباري، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط: “الانتفاضة الحالية هي الأخطر؛ كونها تشهد عنفا وقتلا بدوافع دينية لم نشهدها في الانتفاضات السابقة”.
واعتبر أن الانتفاضة الأولى كانت انتفاضة شعبية سلمية ضد التواجد العسكري الإسرائيلي في مناطق الضفة، وكان اليسار الإسرائيلي يدعمها ويشارك فيها، ولم تتعدَ سقف المظاهرات والإضرابات والمسيرات.
وتابع عنباري: “أما الانتفاضة الثانية فكانت بتحريك من منظمة التحرير الفلسطينية وكانت موجهة للداخل الإسرائيلي.. كانت انتفاضة رسمية بطلب من القيادات السياسية الفلسطينية”.
وعن الوضع الحالي في الضفة الغربية، قال عنباري: “نعيش الآن ومنذ شهور انتفاضة ثالثة ومن نوع مختلف وأشد عنفا من سابقاتها، لكنها محصورة في منطقة معينة، وذات دوافع مختلفة”.
وأشار إلى أن “الانتفاضة الحالية غير المعلنة هي انتفاضة موجهة إلى المستوطنات والمستوطنين، والمحرك الرئيس لها الفصائل الفلسطينية المسلحة، وجهات خارج الأراضي الفلسطينية، مثل إيران وحزب الله”.
وفي ختام حديثه قال عنباري: “الانتفاضة الثالثة ستبقى محصورة في مناطق ومعاقل الفصائل الفلسطينية في جنين ونابلس، ولن تمتد إلى باقي مدن الضفة الغربية.. السلطة الفلسطينية غير معنية بها، وإسرائيل تعي ذلك، وهي مقتنعة بالقضاء عليها”.
من جهة أخرى، قال مسؤول أمني فلسطيني كبير، فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث خاص لـ”إرم نيوز”، إن التعنت الإسرائيلي “قاد من جديد إلى الصراع، رغم محاولات الرئيس محمود عباس الحفاظ على ما تبقى من مفاهيم السلام والعيش بأمان”.
وأضاف المسؤول: “الطرف الإسرائيلي لا يكترث لهذه التفاهمات ولا يكترث حتى للقرارات الدولية والشرعية الدولية، وإذا أصر اليمين الإسرائيلي على مواصلة كل هذه الانتهاكات والاستفزازات، سنجد أنفسنا أمام معركة متداخلة يصعب احتواؤها، وليس انتفاضة ثالثة”.
وبين المسؤول الفلسطيني أن اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو يسعى إلى إعادة احتلال أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل، وفرض سيادة كاملة على القدس والمسجد الأقصى، وكل هذا يستفز الفلسطينيين.
وتابع: “الوضع في جنين ونابلس لا يقبل أي هدنة أو تسوية مع الإسرائيليين، والحل الوحيد أن يكف اليمين الإسرائيلي عن مخططاته وعنفه، ويمتثل للشرعية الدولية، ويحافظ على ما تبقى من أسس للسلام وحل الدولتين”.
وتعقيبا على التطورات الجارية، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، في حديث لـ”إرم نيوز”: “الأحداث الأخيرة نتيجة تحريض مستمر من القيادات السياسية الفلسطينية وخاصة قادة الفصائل المسلحة”.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “لاحظنا في الآونة الأخيرة أن التركيز في التحريض يستهدف فئة الشباب، ويتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.. العمليات من قبل الفلسطينيين تستهدف قتل إسرائيليين فقط لأنهم يهود”.
ودعا كعبية السلطة الفلسطينية إلى “القيام بدورها والعمل على التهدئة ومنع التحريض على الإرهاب والعنف”، مؤكدا أن إسرائيل “ستواصل اتخاذ أشد الإجراءات والعقوبات ضد من يهدد أمنها”.