توب ستوريمقالات وتنوير

تكريم الله لبني آدم..بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء

الإنسان له تكريمه واحترامه أيا كان دينه وملته طالما هو من بني آدم الذي وصفه الله سبحانه بقوله (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )( الإسراء :٧٠) .

ولم يميز الله سبحانه في تكريمه لبني آدم فليس للمسلم أفضلية على المسيحي وليس للمسيحي أفضلية على المسلم وليس  لليهودي أفضلية على المسيحي وليسوا أهل الكتاب مفضلين على غيرهم في الدنيا من بني آدم .

وقد أوضح الله سبحانه وتعالى حكمه على خلقه في قوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج :٧٠).

فليس من اختصاص الإنسان أيا كان تصنيف غيره من الذين لا يتبعون دينه بأنهم كفار  وذلك الحكم اختص الله به وحده دون غيره فلا وصاية لرسول ولم يعين الله عنه وكلاء في الأرض يراقبون الناس في شعائرهم الدينية ويصنفون الناس بالإيمان أو الكفر وقد تجاوز الذين في قلوبهم مرض الخطوط الحمراء التي رسمها الله سبحانه في حكمه على خلقه ولم يكلف الله سبحانه رسولا ولا نبيا ولا عالماً بأن يكون وكيلا عنه في الدنيا فالله له الأمر كله من قبل ومن بعد .

فليبتعد الناس عن تجاوز الخطوط الحمراء وليحترموا بعضهم بعضا فهم إخوة في الحياة الدنيا وفي الآخرة يفصل الله بين الناس وهو السميع العليم والله يبين للناس حقيقة خلقهم في قوله سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (النساء :١).

فكل الناس إخوة وأشقاء  وكل سيحاسب على عمله وتمسكه بشرعة الله ومنهاجه وليس حسابه على أساس انتمائه لدين معين..  فيوم الحساب يعرض عليه سجله بكل ما يحتويه من سلوكيات وتصرفات مع غيره ويبين الله في سجله كل المعاصي التي ارتكبها في حياته وكل الذنوب التي أخطأ بها في حق الله وانصرف عن شرعة الله ومنهاجه.

فلا يظن الإنسان أن الرسل والأنبياء والأشقياء والصالحين والظالمين لن يقفوا أمام الواحد القهار ليقتص من العاصين  والمذنبين ويكافئ الصالحين بجنات النعيم.

فلا يغتر الإنسان بدينه فالله رقيب عليه في يومه ونهاره ولا يغيب عنه شيء سبحانه كما قال في كتابه المبين: (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ) (البقرة:٢٥٥).

فعلى الإنسان أن يحذر ويتقي الله في عباده ولا يجعل نفسه رقيباً على غيره من أصحاب الكتاب وغيرهم من عباد الله ويصدر أحكاماً عليهم ويصنفهم بالإيمان أو الكفر والله حذر الناس من أن يكونوا أوصياء على البشر ومن يخالف أمر الله فسوف يلقى حسابه يوم القيامة عذاباً أليما وسيكون من الخاسرين.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button