تعزيز قدرات كبار السن بتدريبات التحمل العقلي.. كيف يتم تنفيذها؟
تخيل أنك تحاول إكمال لغز صعب بعد يوم طويل في العمل، حيث يشعر دماغك بالتعب، ويبدو حل اللغز أصعب بكثير مما لو كنت مرتاحا جيدا.
تخيل أنك تحاول إكمال لغز صعب بعد يوم طويل في العمل، حيث يشعر دماغك بالتعب، ويبدو حل اللغز أصعب بكثير مما لو كنت مرتاحا جيدا.
الآن، تخيل الجمع بين هذا التحدي العقلي والمهام الجسدية، مثل المشي أو رفع الأثقال، فهذا المزيج من التفكير والحركة الجسدية يشبه كيفية عمل تدريب التحمل العقلي.
وثبت أن تدريب التحمل العقلي، الذي تم تطويره في الأصل لمساعدة الرياضيين النخبة على تجاوز حدودهم العقلية والجسدية، يفيد كبار السن أيضا.
وفي دراسة حديثة لباحثين من جامعة برمنجهام البريطانية، لم يمارس المشاركون الذين استخدموا تدريب التحمل العقلي تمارين رياضية فحسب، بل شاركوا أيضا في مهام معرفية – مثل حل الألغاز – قبل التدريبات، وعزز هذا المزيج وظائف المخ والأداء البدني بما يتجاوز مجرد التمرين وحده.
وعلى سبيل المثال، في الدراسة المنشورة بدورية “علم نفس الرياضة والتمارين”، كان أداء النساء في سن 65-78 عاما اللاتي شاركن في تدريب التحمل العقلي أفضل في مهام مثل مطابقة الألوان والرد على المطالبات المرئية، تماما مثل الطريقة التي تحتاج بها إلى البقاء متيقظًا والاستجابة بسرعة في الحياة اليومية.
كما لاحظوا تحسنا أكبر في الأنشطة البدنية، مثل النهوض من الكرسي أو المشي، وهي مهمة للبقاء مستقلًا مع تقدمك في السن.
وفي الواقع، تحسنت قدرات أولئك الذين مارسوا تمارين التحمل العقلي البدنية بنسبة 29.9%، مقارنة بنسبة 22.4% في المجموعة التي مارست التمارين الرياضية فقط دون القيام بمهام الدماغ.
وتساعد هذه الطريقة في منع التعب العقلي الذي يمكن أن يسبب مشاكل في التوازن، مما يقلل من خطر السقوط والحوادث لدى كبار السن.
وتماما كما يعمل حل الألغاز بانتظام على شحذ عقلك، فإن الجمع بين المهام العقلية والتمارين الرياضية، يمكن أن يحافظ على عقلك وجسمك في أفضل حالاته مع تقدمك في العمر.