تعزيزات أمنية مشددة خلال “مهرجان الأضواء” في ليون الفرنسية
يجذب “مهرجان الأضواء” الشهير، مليوني زائر خلال الأربعة أيام القادمة في مدينة ليون “جنوب شرق فرنسا”، لذلك أعدت السلطات الفرنسية خطة أمنية محكمة تمت مراجعتها منذ تعزيز الإجراءات الأمنية في إطار خطة “فيجيبرات” الأمنية، وذلك للتعامل مع أي تهديد إرهابي.
ففي أكتوبر الماضي، وقررت فرنسا رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد إلى مستوى “هجوم طارئ”، وهي حالة التأهب القصوى ضمن خطة “فيجيبرات” الأمنية، والذي يسمح للحكومة بتعبئة استثنائية للقوات بشكل مؤقت لحماية الأماكن العامة ضمن تدابير أخرى، وذلك عقب عملية الطعن بسكين التي وقعت في 13 أكتوبر بمدرسة ثانوية بمدينة “أراس”، ما أسفر عن مقتل مُعلم فرنسي وإصابة ثلاثة آخرين، ورفع مستوى هذا النظام الأمني الذي لم يتم تطبيقه منذ الهجمات التي شهدتها فرنسا عام 2015.
وبعد أسبوع من هجوم الطعن بسكين، السبت الماضي، والذي أودى بحياة سائح ألماني في باريس، أعلنت محافظة “الرون” جنوب شرق فرنسا، أنها ستعزز من تواجد الشرطة خلال مهرجان الأضواء لهذا العام في ليون، حيث من المتوقع أن يجذب المهرجان هذا العام مليوني مشاهد من الخميس إلى الأحد القادم.
وقررت السلطات المحلية نشر نحو 550 ضابط شرطة وتعبئة 220 ضابط شرطة بلدية و400 عنصر أمن خاص كل مساء بداية من غد الخميس وحتى الأحد القادم، كما سيكون هناك جنود من قوات عملية “سونتينال”، وهي عملية مخصصة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب في أنحاء البلاد، فضلا عن مراقبة نهري الرون وساون.
وقال نيلسون بوار، مدير إدارة الأمن العام في محافظة الرون، إن السلطات المحلية قامت بزيادة السبل والأدوات اللازمة لمواجهة أي هجمات بشكل كبير، سواء كان الأمر يتعلق بالأمن الأساسي وحماية الأشخاص ولكن أيضا فيما يتعلق بردع أي هجوم، وأشارت المديرة المسئولة عن الأمن، جولييت بوسار، إلى “نظام أمني سهل وقابل للتكيف” للرد الفوري في حالة وقوع حدث غير متوقع.
وأفادت المحافظة: “في ضوء تفعيل مستوى “هجوم طارئ”، وهي حالة التأهب القصوى ضمن خطة “فيجيبرات” الأمنية، سيتم نشر نظام معزز لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك وضع وحدة قوات خاصة في حالة تأهب، بجميع أنحاء الأماكن التي ستشهد الاحتفالات”.
وفيما يخص عمليات الإنقاذ، سيتم نشر 120 من رجال الإطفاء و120 من رجال الإنقاذ من الصليب الأحمر، كما سيتم وضع خطط إنقاذ سريعة للتعامل في حالة وقوع حدث كبير وبالتنسيق مع مركز القيادة التشغيلية بالمحافظة.
وأضافت المديرة المسئولة عن الأمن أن “هذا حدث كبير على نطاق وطني ومهم جدا في مدينة ليون الفرنسية، لذا يجب أن يتم في أفضل الظروف الأمنية الممكنة حتى يمكن للعديد من الزوار الاستمتاع بالعروض بشكل آمن”.
ومن المتوقع أن يجد زوار مهرجان الأضواء ظروفا مشابهة لتلك المعروفة منذ عام 2016، وهي النسخة التي تم تنظيمها بعد إلغاء تلك عام 2015 والذي شهد هجمات إرهابية، مع وجود أمني مكثف حول مدينة ليون القديمة.
ومن المتوقع أن تتحول “ليون” إلى بحر من الأضواء لمدة أربعة أيام، حيث يستمتع الزوار برؤية مبان تتحول إلى لوحات فنية تعزف وتغني، وواجهات متحف الفنون الجميلة والمعالم الأثرية تتزين بأجمل الألوان الضوئية، مع تشكيلات ضوئية وعروض ليزر تجعل المدينة تتألق خلال مهرجانها السنوي للأضواء.