تعرف علي نجوم وظواهر فلكية مرتقبة خلال شهر مايو 2024
يرصد المهتمون بـ «نجوم السماء» في معظم المناطق الشمالية بحلول شهر مايو حيث الأجواء الباردة وكذلك بعض الإثارة، فالعديد من المجموعات النجمية الشتوية الرائعة أصبحت بالقرب أو تحت الأفق بعد بداية الليل ولا يمكن رؤيتها مرة أخرى في المساء حتى فصل الخريف المقبل.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أنه اعتباراً من مايو وحتى منتصف يونيو تقريباً تكون سماء المساء في فترة استراحة بين النجوم الساطعة والنجوم الشتوية والتشكيلات النجمية لفصل الصيف، رغم ذلك هناك العديد من الكنوز الرائعة في سماء مايو، إضافة لذلك لا توجد كواكب يمكن رؤيتها بالعين المجردة في وقت مبكر من المساء هذا الشهر، فنحن كنا نرصد كوكب المشترى من نوفمبر إلى أبريل، ولكنه الآن خلف الشمس من منظورنا، ولا يمكن رؤيته في المساء مرة أخرى حتى أواخر الخريف.
كوكب الزهرة أيضاً قريب جداً من الشمس ولن يظهر في سماء المساء حتى يوليو المقبل، ولكن إذا كنت ترغب في رؤية الكواكب هذا الشهر، فيمكن ذلك في الصباح الباكر، حيث يرصد المريخ وعطارد وزحل لفترة وجيزة ورصدها أفضل من نصف الأرض الجنوبي، حيث تظهر أعلى فى السماء.
بداية شهر مايو، يكون المريخ وزحل قريبين جدا من بعضهما البعض ولكن بالكاد فوق الأفق الشرقي الجنوبي الشرقي (في نصف الأرض الشمالي) قبل وقت قصير من ظهور شفق الصباح، زحل هو الأكثر سطوعا بين الإثنين ويكون أعلى يمين المريخ قليلا بالنسبة للراصد وسيكون ظهوره قصيراً، لأن الشفق الساطع يطمسها بسرعة، أما فى نصف الأرض الجنوبي، ترتفع الكواكب قبل ساعتين من بدء الشفق لذلك فرصة أفضل بكثير لرصدها.
سيكون المريخ تحت زحل، أقرب إلى الأفق ويمكن إلقاء نظرة على عطارد في أوائل شهر مايو فوق الأفق الشرقي أثناء شفق الصباح إلى أسفل يسار المريخ وزحل وفي نصف الأرض الجنوبي، سيكون عطارد أسفل المريخ، ومن 3 إلى 5 مايو، سيتحرك الهلال المتناقص قرب هذه الكواكب الثلاثة في سماء الفجر.
سنة 2024 ستكون مثالية لرصد تساقط شهب ايتا الدالويات والتي ستبلغ ذروتها من 6 و7 و8 مايو من بعد منتصف الليل بقليل إلى ما قبل شفق الصباح، وهذه الشهب يكون رصدها عادة أفضل من النصف الجنوبي للكرة الأرضية، حيث تسمح الليالي الأطول لنقطة إشعاعها بالارتفاع أعلى في السماء قبل حلول الفجر وتنتشر الشهب بشكل أكبر عبر السماء.
عادة يشاهد من 10 إلى 20 شهاباً بالساعة وما يصل إلى 50 شهاباً في ظل ظروف مثالية والفرصة مهيأة هذا العام نظرا لعدم وجود القمر في السماء بالتزامن مع ذروتها، والشيء الرائع بشأن هذه الشهب هو أنها تنتج عن الحطام المتناثر من المذنب هالي، حيث يتم يتحرق الحطام بحجم حبيبات الرمل عندما يدخل الغلاف الجوي للأرض وهذا الوميض المحترق هو الشهاب.
ولا يزال لدينا بعض الأبراج الشتوية مثل التوأمان وممسك الأعنة منخفضة في الأفق الغربي بعد الشفق المسائي، ولكن بشكل عام تزين النجوم الربيعية السماء الآن، حيث تشاهد بسهولة نجوم الأسد عالياً في الأفق الجنوبي بنصف الأرض الشمالي أو منخفضة في الأفق الشمالي للقاطنين في نصف الأرض الجنوبي.
الجزء الأكثر بروزًا في الأسد هو علامة استفهام مميزة تحدد رأس وصدر الأسد الكوني ويوجد في الجزء السفلي من علامة الاستفهام نجم الأسد اللامع قلب الأسد. إضافة لذلك وفي مكان آخر من السماء الشمالية توجد نجوم الدب الأكبر ونجوم الدب الأصغر التي تضم نجم الشمال بولاريس الجدي في نهاية مقبضها، وهناك أيضًا نجوم ذات الكرسي “كاسيوبيه” التي تشبه حرف W كبيرة منخفضة في الأفق الشمال الغربي.
ألمع نجم يمكن رؤيته هو السماك الرامح في الأفق الجنوبي الشرقي (نصف الأرض الجنوبي بالشمال الشرقي)، وهو ألالمع في كوكبة العواء وواحد من ألمع النجوم في سماء الليل بأكملها. نجوم العواء أشبه بالطائرة الورقية العملاقة حيث يشير السماك الرامح إلى الذيل.
كذلك نجوم العقرب التي تضم نجم أحمر لامع آخر يسمى قلب العقرب. نجوم العقرب رائعة لأنها بألوان مختلفة بشكل لافت للنظر كأحجار كريمة باللون الأزرق والأبيض والأحمر في أعالي السماء الجنوبية.
اكتمال القمر لهذا الشهر هو يوم 23، حيث يرتفع في الجنوب الشرقي عند غروب الشمس، ويتخذ مسارا منخفضا عبر السماء بقية الليل. أما في نصف الأرض الجنوبي يتخذ القمر مسارا عاليا عبر السماء. وسبب حدوث ذلك مكان وجود الراصد وميل محور دوران الأرض، فنحن في نصف الارض الشمالي، الصيف قادم وهذا يعني أننا نميل نحو الشمس.
أحد الأشياء الرائعة في رصد السماء التغيير المستمر للمجموعات النجمية اثناء يدور كوكبنا حول الشمس ويواجه جانب الأرض الليلي باستمرار اتجاهات مختلفة في الفضاء ولهذا السبب نرى كويكبات مختلفة من موسم لآخر.
نختتم الشهر في 31 مايو باقتران هلال القمر المتناقص بزحل سيد الحلقات في نظامنا الشمسي ستكون رصد جميل لبدء اليوم وتوديع شهر مايو.