تعرف علي ملاذ المسلمين الأوائل من بطش الحجاج بن يوسف الثقفي .. كينيا
في إطار استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية، يقدم إسلاميات الشعلة أهم وأبرز المعلومات عن أحوال الإسلام والمسلمين في الدول الأفريقية المشاركة في البطولة.. ويرصد في التقرير التالي دولة كينيا..
كانت بداية دخول الإسلام كينيا في أواخر القرن الأول الهجري في عهد عبد الملك بن مروان وتبع ذلك تأسيس عدة مدن عربية كان أشهرها مدينة لامو. واستمر بعد ذلك التوافد الإسلامي العربي إلى كينيا، وكان من بينهم مهاجري الشام الذين تركوها بعد خلاف بينهم وبين الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم جاءت هجرة أزد عمان فظهرت مدينة لامو الإسلامية، والهجرة إلى بر الزنج، كما اسماها العرب، فظهرت مدينة شنجايا الإسلامية، وهجرات من شيراز اسست مدن كاسو وكلوا، وهجرة بنو نبهان إلى مدينة باتا، واصبح المسلمون خليطا من الأفارقة والشيرازيين والعرب هناك وسموا بـ “السواحليون” وظهرت اللغة السواحلية، اللغة الرسمية هي والانجليزية، وكانت حروفها عربية، وانتشر الإسلام في داخل كينيا عن طريق التجار، ووصل إلى شمالها عن طريق القبائل الصومالية المسلمة.
يشكل المسلمون الآن حوالي 11.2% من السكان، حسب The world fact book، أي ما يقارب 5.4 مليون مسلم، 83% من الكينيين يدينون بالمسيحية، والباقي ديانات قومية وملحدون. ويعتبر مسجد جامع نيروبي أهم المساجد الدينية في كينيا وتم تأسيسه وبناءه على يد عبد الله شاه بين عامي 1902 و 1906، ويحتوي المسجد على مكتبة ومعهد لتعلم اللغة العربية والبرمجة وصناعة الملابس.
كينيا تحت الاستعمار
غزت برتغال كينيا اثناء قيام فاسكو دا جاما بالإبحار في طريق رأس الرجاء الصالح عام 1498م واستولوا على المناطق الساحلية التي كان يسيطر عليها العرب، لكن استطاع العرب استعادتها في أواخر القرن السابع عشر، أما بريطانيا فاستطاعت ان تفرض نفوذها في كينيا منذ عام 1887م، ونتيجة لاستعانة الاستعمار البريطاني بالمسلمين في ادارة البلاد، ربط الكينيون بينهم وبين الاستعمار وسياسته التي أقرها وضرائبه، مما أدى إلى ثورة الكينيون على تواجد المسلمين في الحكم عام 1900 فصادر الاستعمار البريطاني أموال المسلمين وممتلكاتهم وحد من النشاط التجاري لهم. حصلت كينيا على الاستقلال عام 1963 بعد ثورة قبائل الماو ماو التي بدأت عملياتها المسلحة منذ عام 1952م.
حال الإسلام والمسلمين في كينيا
كان التعليم الإسلامي قائمًا في كينيا قبل مجيء الإستعمار الذي قوضه ووقف ضده، وأفسح المجال أمام الإرساليات التنصيرية لفتح المدارس، حسب المؤرخ محمود شاكر في كتابه “الأقليات الإسلامية”، وفي ذلك الوقت حاول بعض العلماء التصدي لتلك الحملة وتطوير التعليم الديني ومنهم الشيخ الأمين علي المازروي الكيني، وقد تأثر الشيخ بحركات الإصلاح في العالم الإسلامي واصدر جريدة “الاصلاح” التي كانت تصدر باللغة العربية والسواحلية، وانشأ مدرسة عربية في مدينة شيلا الكينية وفيما بعد أصبح لتلك المدرسة 40 فرعًا في باقي المدن الكينية. وبعد الحرب العالمية الثانية انشيء معهد ممباسا الإسلامي ليكون نواة لجامعة إسلامية، لكن تدخلت فيه أياد غير مسلمة فأصبح معهدًا فنيًا للجميع. لكن بعد الاستقلال انشئت المؤسسة الإسلامية عام 1963م للعمل في مجال الدعوة وتأسيس المدارس والمعاهد الإسلامية.
ومن أشهر دعاة كينيا الشيخ علي كريسا، المولود عام 1966م، مدير المركز الإسلامي في جنوب ساحل كينيا، تعلم على يد الداعية الأوغندي عبد الله حسين، ودخل على يده الإسلام حوالي 32 ألفًا من الوثنيين في غابات وأحراش أفريقيا.