ربما تكون القيادة تحت المطر واحدة من الأمور التي يفضلها العديد من الأشخاص الذين ينتظرون هطول الأمطار على أحر من الجمر في كل موسم ويتشوقون لسماع صوت ملامسة قطراته للزجاج الأمامي للسيارة في ظل أجواء من السكينة والهدوء. لكن لا تدع جمالية المطر تخدعك! فالمطر يعد واحداً من أهم مسببات حوادث السير الناجمة عن الانزلاقات والتي تشكل خطراً حقيقياً على سائقي السيارات في هذه الظروف، ومن الممكن أن تؤدي حال حدوثها إلى خسائر جسيمة وحوادث سير مرعبة، لذلك يجب على الراغبين في السياقة تحت المطر التقيد ببعض المبادئ الأساسية التي من شأنها حماية الأرواح. في هذا المقال، نضع بين يديك بعض النصائح الهامة عند القيادة أثناء سقوط الأمطار لتكون بمثابة دليل حماية لك في ظل هذه الظروف الجوية، حيث تبقى قيادة السيارة في المطر خطرة مهما كان السائق ماهراً.
نصائح القيادة تحت المطر
انتظار تحسن الحالة الجوية
قبل أي شيء آخر تتمثل نصيحتنا الأولى حول القيادة تحت المطر بتحديد فيما إذا كان سبب الخروج من المنزل ضرورياً أم لا، فإن لم يكن ذو أهمية عظمى، فيفضل بكل الأحوال تأجيل الخروج إلى حين تحسن الحالة الجوية، لأن القيادة في ظل هذه الظروف تعد خطراً بحد ذاتها، وليس هنالك داعٍ لإن تعرض نفسك لخطر الانزلاق أو انحجاب الرؤية التي تؤدي إلى حوادث مرورية جسيمة أثناء القيادة.
تجنب القيادة بسرعة
تعد القيادة بسرعات عالية واحدة من أهم أسباب الحوادث المرورية في كافة الظروف والأحوال، فما بالك عندما تكون القيادة اثناء الامطار الغزيرة بسرعات عالية! فكما نعلم جميعاً أنه في حالات السرعة الزائدة يصبح تأثر السيارة بالعوامل الخارجية سهلاً وهذا سيؤدي وبكل تأكيد إلى نتائج كارثية، لذلك ليس المطلوب من السائق فقط الالتزام بالحد الأقصى للسرعة، وإنما القيادة بمعدل أقل مما هو مسموح به في الأحوال الجوية العادية، تجنباً لوقوع أي مخاطر نتيجة للسرعة الزائدة في القيادة.
التأكد من حالة السيارة
الانزلاقات وفقدان السيطرة على المركبة من أبرز أخطار القيادة في المطر، لذا يتوجب على السائقين تفقد حالة بعض أجزاء السيارة قبل القيادة في المطر، لما لها من تأثير مباشر على أداء السيارة في مثل هذه الظروف، كما أنها تلعب دوراً مهماً في سلامة المركبة وسائقها، ومن أبرز الأجزاء الواجب تفقدها قبل القيادة اثناء الامطار هي المساحات الأمامية التي وإن تعطلت ستصبح الرؤية شبه مستحيلة للسائق، هذا وتختلف أنواع المساحات ويجب دوماً التفكير بجودتها قبل سعرها. كما يجب تفقد إطارات السيارة والتأكد من عدم وجود اهتراء أو تآكل فيها، لأن ذلك سيؤدي إلى تقليل التماسك وزيادة احتمالية الانزلاقات على الطرق.
أخيراً، يجب التأكد من عمل المصابيح الأمامية والمصابيح الخلفية في السيارة، لأنها تلعب دوراً هاماً في مدى الرؤية للسائق. تجدر الإشارة إلى أنه وفي حال وجود أي خلل في أحد الأجزاء الثلاثة المذكورة سابقاً فإن ذلك سيؤدي ذلك إلى مشاكل كبيرة، لذلك يجب إجراء صيانة دورية للسيارة عند دخول فصل الشتاء.
الحفاظ على مسافة آمنة بين السيارات
كما أشرنا سابقاً، يمكن أن يسبب المطر انزلاقات عديدة للمركبة أثناء سيرها على الطريق، وسيواجه السائق صعوبة في تقليل سرعة مركبته إن أراد إيقافها باستخدام المكابح، ومن الممكن أن تنزلق المركبة لتصطدم بالسيارة التي أمامها أو أي جسم آخر يحيط بها، لذلك يجب الحفاظ على مسافة أمان أكبر عند السواقة في المطر تجنباً لأي اصطدام بين السيارة والجسم الذي أمامها.
استخدام الغيارات العكسية
في الظروف الجوية السيئة مثل تساقط الأمطار الغزيرة، يفضل عدم استخدام المكابح بشكل رئيسي، ذلك لأن نسبة الانزلاق ستكون مرتفعة مما قد يؤدي إلى انزلاق المركبة، وإنما يفضل استخدام الغيارات العكسية التي تقوم بإبطاء سرعة السيارة بشكل تدريجي دون توقف دوران العجلات بشكل كامل كما تفعل المكابح، وبالتالي سلامة أكبر أثناء القيادة على الطرق.
تجنب القيادة في الأماكن المنخفضة والوديان
تشكل الأماكن المنخفضة والوديان بيئة مناسبة لانحدار المياه الشديد الذي قد يُخضع السيارة إلى قوة جر هائلة بإمكانها سحب السيارة بعيداً عن مسارها متسببة بأضرار كارثية للمركبة وسائقها، لذلك يجب تجنب المرور والقيادة في الأماكن المنخفضة والوديان قدر الإمكان لأن القيادة في المطر في مثل هذه الأماكن قد يشكل خطراً على حياة السائق.
الحذر من برك الماء
أكثر ما قد تواجهه أثناء القيادة في المطر هي تجمعات المياه العشوائية، قد تسبب الأمطار الغزيرة انسداداً في مجاري الصرف الصحي مما يؤدي إلى تجمع المياه بشكل كبير في بعض المناطق لتصبح أشبه بالبرك الصغيرة، وفي حال واجه السائق مثل هذه التجمعات المائية يجب عليه تجنبها بكافة الوسائل. قد تتسبب قيادة المركبة في مثل هذه البرك المائية بوصول الماء إلى شمعات الإشعال الموجودة في السيارة وإذا حصل ذلك بالفعل، فستتوقف السيارة عن العمل مباشرةً ولن يعمل المحرك إلا بعد الاستعانة بفني الميكانيك وتقديم الصيانة اللازمة، لذلك يجب تجنب القيادة في التجمعات المائية قدر الإمكان.
تهوية السيارة
ترتفع نسبة الرطوبة بشكل كبير في فصل الشتاء خاصة أثناء هطول المطر، مما قد يتسبب أحياناً برائحة كريهة داخل مقصورة السيارة، لذلك يجب تهوية السيارة بشكل مستمر تجنباً لتشكل الرطوبة داخلها، إضافة إلى ذلك، تساعد التهوية على التخلص من الضباب الذي يظهر على زجاج السيارة ويحجب رؤية السائق، وبكل الأحوال معظم السيارات الحديثة تشتمل على أنظمة تهوية تعمل على التخلص من الضباب الذي يظهر على المناطق الداخلية من النوافذ والزجاج الأمامي.