تعرف على الجماعة الإرهابية التي نفذت تفجيرات سريلانكا؟
تأسيس وانشقاق وخلافات فقهية
يعود تأسيس جماعة التوحيد الوطنية لشخص يدعى “ر. عبدالرازق”، بعدما انشق الأخير مع مجموعة من أعضاء التنظيم عن جماعة إسلامية أخرى مُتشددة تُدعى “جماعة التوحيد السريلانكية”، بسبب خلافات فقهية، وتباين حول أولويات التنظيم في أهدافه، ليذهب عبدالرازق، الذي عمل كأمين عام للتنظيم الأم، هو ومجموعة من الأعضاء نحو تأسيس تنظيم جديد باسم “جماعة التوحيد الوطنية”، التي اكتسبت حضورًا لافتًا، في فترة وجيزة، بسبب نشاط كوادره في تنفيذ عمليات عنف، وظهورهم في مقاطع فيديو يحرضون على الفئات غير المسلمين.
كان الظهور الأول للجماعة الجديدة حين قدمت نفسها في مقطع فيديو يظهر فيه أعضاؤه وهم يخربون تماثيل بوذية، تلاها ظهور مُتكرر لأعضائه وهم ينفذون أعمالا تخريبية بحق أماكن العبادة الخاصة بالفئات غير المُسلمة.
وسبق للحكومة السريلانكية، اعتقال مؤسس التنظيم الجديد، قبل انشقاقه، حين كان أمينا عاما لجماعة “التوحيد السريلانكية”، على خلفية تحريضه المُستمر ضد البوذيين، لكنه اعتذر عن التحريض، رغم نشاط أعضائه في تنفيذ أعمال تخريبية، حدثت العام الماضي، استهدفت معابد بوذية في مدينة ماوانيلا وسط سريلانكا.
وكحال التنظيمات الإرهابية الآخرى، التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لعملياتها ونشاط أعضائها، أسست “التوحيد الوطنية” صفحات لها على فيسبوك تستخدمها بشكل متقطع، ولديها صفحة على تويتر لم تحدث منذ مارس 2018.
وتبلغ نسبة المسلمين في سريلانكا نحو 9.7% من إجمالي تعداد السكان الذي يصل إلى نحو 21 مليون نسمة، ويُشكل البوذيون فيها 70% من السكان، إلى جانب 12% من الهندوس و8% من المسيحيين.
وبحسب وزارة الشؤون المسيحية في سريلانكا، يزيد عدد المسيحيين الكاثوليك على ميلون شخص.
محمد زهران.. مُنفذ العملية الإرهابية
من بين الأسماء التي تداولتها وسائل الإعلام والشرطة السريلانكية حول مُنفذي الهجمات، برز اسم محمد زهران، الذي أشارت التحقيقات الأولية لدوره في التخطيط لهذه العملية الكُبرى، قبل شهور، بدعم من تنظيم داعش، في ضوء انكشاف اتصالاته بقادة التنظيم.
وظهر اسم زهران، في الوثائق التي نشرها وزير الاتصالات السريلانكي هارين فرناندو، على تويتر، مرسلة من قائد الشرطة السريلانكية في بداية شهر أبريل، والتي أشارت إلى أن قائد المُجموعة يُدعى محمد زهران، يُخطط لتنفيذ عملية إرهابية لضرب مجموعة من الكنائس والمفوضية العليا الهندية.
وقال رئيس لجنة الأزمات السريلانكية ألان كنان لـ”بي بي سي”، إن الشرطة قد اعتقلت مجموعة من الشباب الذين ذُكرت أسماؤهم في المستندات.
تمويلات وتبني
ويُعزز من دور محتمل لداعش في العملية الأخيرة عبر التنسيق مع تنظيم التوحيد وتقديم الدعم المالي لها، بعدما تداول أنصار لداعش عبر تطبيق “تليجرام” صورًا تُشير لمُبايعة أعضاء من تنظيم التوحيد لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والتأكيد على تلقيهم دعمًا من التنظيم في الشهور الأخيرة، وانتقال العشرات منهم إلى مقار التنظيم الأساسية للقتال معه في العراق.
ووفقا لروهان جوناراتنا، وهو خبير أمني في سنغافورة، فإن الجماعة السريلانكية قد تكون فرع “داعش” هناك، وإن الجناة كانت لهم صلات بسريلانكيين سافروا إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، خصوصا في ظل ارتفاع أعداد المنضميين مؤخرا للتنظيم من سريلانكا.
وتأكدت اتهامات الحكومة السريلانكية، عن دور جماعة التوحيد في تنفيذ الهجوم الإرهابي، بعدما أعلن تنظيم داعش الإرهابي اليوم الثلاثاء، مسؤوليته عن الهجمات على الكنائس والفنادق.