تطبيق جديد يحمي الفنانين من الذكاء الاصطناعي

يُهدد الذكاء الاصطناعي الذي يتطوّر باستمرار، الملكية الفكرية وسبل العيش في مختلف المجالات الإبداعية.
ويرمي التطبيق الذي طوّره كاتب السيناريو إد بينيت-كولز وجيمي هارتمان ويحمل اسم “ايه آر كاي” ARK، إلى تسجيل ملكية الأفكار والعمل، من الفكرة الأولية إلى المنتج النهائي.
فعلى سبيل المثال، يُمكن للشخص تسجيل مقتطف تجريبي لأغنية بمجرد تحميل الملف، وفق ما يوضح مبتكرا التطبيق لوكالة “فرانس برس”.
وتتضمّن الخصائص اتفاقات عدم إفصاح، والتحقق القائم على تقنية بلوكتشاين، وإجراءات أمان بيومترية تؤكد أن الملف ملك للفنان الذي حمّله.
ويُمكن للمتعاونين أيضا تسجيل مساهماتهم الخاصة طوال فترة العملية الابتكارية.
ويقول بينيت كولز إنّ تطبيق “ايه آر كاي” يتحدى فكرة أن المنتج النهائي هو الشيء الوحيد الجدير بالقيمة”.
ويشير هارتمان إلى أن الهدف هو الحفاظ على “عملية إبداع وابتكار بشري”.
رقابة وتوازن
ومن المقرر إطلاق “ايه آر كاي” في صيف 2025، وقد حصل التطبيق على تمويل من شركة رأس المال الاستثماري “كلاريتاس كابيتال”، كما أنه في شراكة استراتيجية مع “بي أم آي”، وهي منظمة تُعنى بحقوق الأداء.
ويقول بينيت-كولز: “رأيتُ مقولة تُلخص الأمر: النمو من أجل النمو هو فلسفة الخلية السرطانية. وهذا هو الذكاء الاصطناعي”.
ويشبّه الفرق بين الفن البشري ومحتوى الذكاء الاصطناعي بطفل يرافق جده إلى بائع لحوم، مقابل طلب قطعة لحم من خدمة توصيل عبر الإنترنت، وفق تعبيره.
ويُقال إن الذكاء الاصطناعي يُقلل من قيمة العملية الإبداعية، التي يأمل الفنانان بأن يُعيد تطبيق “إيه آر كاي” ترسيخ أهميتها.
ويضيف هارتمان: “إنه بمثابة رقابة وتوازن بالنيابة عن الإنسان”.
“النهوض”
ويقول مبتكرا “إيه آر كاي” أنّهما قررا أن يكون التطبيق قائما على تقنية بلوكتشاين، أي تخزين البيانات في سجلّ رقمي؛ لأنها لا مركزية.
ويقول بينيت-كولز: “لمنح المبتكر استقلالية وسيادة على ملكيته الفكرية والتحكم في مصيره، ينبغي أن تكون التقنية لا مركزية”.
ويوضحان أن مستخدمي التطبيق سيدفعون ثمن “إيه آر كاي” بحسب هيكلية متدرجة، إذ تُحدّد مستويات الأسعار وفقا لحاجات استخدام التخزين.
ويشير كاتب السيناريو إلى أنّهما يسعيان إلى أن يكون التطبيق بمثابة “تسجيل على بلوكتشاين” أو “عقد ذكي”، واصفا إياه بأنه “آلية توافق”.
ويقول هارتمان، إنّ “حقوق الطباعة والنشر مبدأ جيد جدا، طالما يمكنك إثباته ودعمه، لماذا لا نحرز تقدما في مجال حقوق الطباعة والنشر، لناحية طريقة إثباتها؟ نعتقد أننا توصلنا إلى حل”.
ويؤكد الفنانان أن المجالين اللذين يعملان فيهما كانا بطيئين جدا في الاستجابة للانتشار السريع للذكاء الاصطناعي.
ويشير بينيت-كولز إلى أنّ جزءا كبيرا من الاستجابة ينبغي أن يبدأ بـ”لحظات انهيار” يواجهها الفنانون، مشابهة لما مر به قبل سنوات.