بدأت العديد من الشركات بتسريحِ عشرات الألاف من موظفيها، مطلع السنة الجارية، وجاءت أولا من شركات صغيرة ومتوسطة، ولكن موجة التسريح الآن طالت عمالقة التكنولوجيا مثل “ميتا” و”أمازون” و”أوبر” و”إير بي أند بي” و”نتفكليس” و”مايكروسوفت”، لدرجة أنه تم تأسيس موقع الكتروني layoffs.fyi يرصد كل الوظائف المفقودة والتي تجاوز عددها 150 ألف وظيفة هذه السنة.
ورغم أن لكل شركة أسبابها الخاصة فإن هناك عوامل مشتركة ضاغطة على القطاع أولها أن العديد من تلك الشركات عينت آلاف الموظفين خلال الجائحة استجابة للطلب المتزايد على خدماتها وأملا بأن يدوم أسلوب المعيشة الرقمي.
وعلى سبيل المثال، “ميتا” عينت أكثر من 15 ألف موظف في أولِ 9 أشهر من السنة الجارية، ولكن قبل أسابيع أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس الشركة أنه سيسرح 11 ألف موظف أي 13% من القوى العاملة، و”أمازون” أعلنت الاستغناء عن 10 آلاف موظف في أكبرِ عملية تسريح في تاريخها.
ويقول سكوت كيسلر، محلل تقني، إنه يتوجب على هذه الشركات أن تواجه الواقع فهم واجهوا عدة فصول من تراجع الإيرادات، والكل يتساءل ماذا تفعل الشركة للتعامل مع الأداء الصعب والتحديات والنتائج المخيبة، ولكن أيضا ما تفعله استعدادا لـ 2023 والتي ستكون صعبة، والعديد من الشركات أخذت خطوات لتسريح منها “تويتر” و”أمازون” ومجتمع المستثمرين يود أن تكون الشركات أكثر انضباطا وتقشفا.
وهناك عامل آخر هو أزمة تكلفة المعيشة، وارتفاع معدلات التضخم، هذا بدوره أدى إلى تراجعِ الإعلانات عبر الإنترنت، والمنصات الرقمية، كما أن بعض التغييرات في قواعد الخصوصية لدى شركات مثل “أبل” ضربت سوق الإعلانات.