يحتفل جموع الشعب المصرى والعرب بالذكرى الـ37 من تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي والذي يوافق 25 أبريل من كل عام حين خرج العدو المحتل من كامل أراضي سيناء في عام 25 أبريل 1982 واكتمل التحرير بعودة طابا آخر جزء في سيناء مارس عام 1988.
ومن الحرب إلى السلام، تمكنت مصر من تحرير أرض الفيروز بعد احتلالها من قبل العدو الصهيوني في 5 يونيو عام 1967، بدءًا من حرب الاستنزاف عام 1969 وحرب النصر في 6 أكتوبر 1973 بدأت مصر معركة جديدة من الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل استعادة باقي الأراضي.
ويستعرض مصراوي، رحلة استرداد مصر لسيناء كاملة:
بداية رحلة الاسترداد
بدأت رحلة التجهيز لاستعادة أرض سيناء، بعد أيام قلائل من حرب يونيو 67، وتحديدا في حرب الاستنزاف التي ألحقت بالعدو خسائر فادحة، ما جعل الاحتلال الإسرائيلي يلجأ إلى استهداف المدنيين من الأطفال بمدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، والعاملين بمصنع أبو زعبل بالقليوبية.
في الـ19 من يونيو عام 1970 قدم وزير الخارجية الأسبق وليام روجرز مبادرة لوقف إطلاق النار بين القوات المسحلة المصرية والقوات الإسرائيلية، اعتبرتها القوات المسلحة آنذاك هدنة لاستعادة الأرض، عبر بناء حائط الصواريخ وتدريبات للأفراد.
حرب أكتوبر
بعد ست سنوات من نكسة يونيو 1967، وتحديدا في الثانية من ظهر السادس من أكتوبر عام 1973، أعلنت القوات المسلحة المصرية بدء رحلة العبور، وعبر أفراد الجيش المصرى قناة السويس، واقتحموا خط بارليف، وربحت القوات المسلحة المصرية معها العديد من المكاسب أبرزها” استعادة جزء من أرض سيناء، عودة الملاحة البحرية لقناة السويس.
اتفاقية كامب ديفيد
طرحها الزعيم الراحل محمد أنور السادات في نوفمبر 1977، وتم توقيعها بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 87.
بدء مرحلة المفاوضات
في الـ22 من أكتوبر عام 73 صدر القرار رقم 338 من مجلس الأمن الذي يقضي بوقف الأعمال العسكرية بين القوات المسلحة المصرية وإسرائيل، ونفذت مصر القرار في حينها، ولم تلتزم به إسرائيل، وألحقه مجلس الأمن بقرار في الـ23 من أكتوبر يطالب جميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار، ووافقت إسرائيل على الدخول في مباحثات عسكرية، وتوقفت عملية إطلاق النار في الـ28 من أكتوبر، بعد وصول قوات طوارئ دولية أرض سيناء.
في الـ11 من نوفمبر تم توقع اتفاقية بين القوات المسلحة المصرية وإسرائيل يتضمن التزاما بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى السويس، وتولت قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطرق، وتبادل الأسرى والجرحى، فيما عرف بمباحثات “الكيلو 101″، والتي مهدت لإقامة سلام في المنطقة بين مصر وإسرائيل.
وقعت مصر وإسرائيل في يناير عام 1977 الاتفاق الأول لفض الاشتباك، الذي حدد الخط الذي تنسحب إليه إسرائيل على مساحدة 30 كيلو مترا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية.
وقعت مصر وإسرائيل في سبتمبر عام 75 الاتفاق الثاني، واستردت مصر بموجبه 4500 كيلو متر من أرض سيناء، وتم الاتفاق على أن الوسائل السلمية هي التي ستقضي على النزاع في الشرق الأوسط، وليس القوة العسكرية.
في نوفمبر 1977 أعلن الزعيم الراحل محمد أنور السادات استعداده للذهاب إلى إسرائيل، خلال زيارته للقدس، وإلقاء كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، وزار السادات الكنيست وأعلن أن تحقيق أي سلام بين مصر وإسرائيل دون وجود حل عادل للقضية الفلسطينية، لن يحقق السلام العادل، الذي ينشده العالم كله، واعتبرت بعض الدول العربية الأمر بأنه خيانة.
طرحت المبادرة التي أعلنها الزعيم الراحل أنور السادات خمسة أسس قام عليها السلام وهي:
1 ـ إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
2 ـ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي احتلت عام 1967.
3 ـ تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقاً لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.
4ـ تحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولته.
5ـ حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة.
في الـ18 من سبتمبر عام 1978 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في البيت الأبيض، وتضمنت وثيقتين لتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي.