تحذير .. مشاهدة التلفزيون يؤثر على طفلك بهذه الطريقة
لقد اتخذت تربية الأبناء في عصرنا الحديث منحى مختلفًا، فقد ولت الأوقات التي كانت فيها أغلب الأمهات ربات بيوت ويعتنين بعدة أطفال أو كن ينشأن في أسر مشتركة، وفي الوقت الحاضر، لدى الأمهات طفل واحد – دون دعم – وقضاء 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع مع طفل رضيع أو طفل صغير متطلب ونتيجة لذلك، أصبح الإفراط في استخدام الشاشات مصدر قلق سائد في تربية الأبناء في العصر الحديث، وخاصة فيما يتعلق بتأثيره على نمو الأطفال الصغار.
ووفقا لما نرصده لكم، إن تطور الكلام، وهو جانب بالغ الأهمية في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يتأثر بشكل خاص بالتعرض المطول للشاشات، لأن الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المحمول لا يرد على حديث الأطفال، فيعتادون على المحادثة من جانب واحد ولا يعبرون عن أي شيء بعد فترة.
وبحسب الدكتور كومار، فإن إحدى الطرق الأساسية التي يؤثر بها الإفراط في استخدام الشاشات على تطور الكلام هي تقليل مقدار التفاعل المباشر بين الآباء والأطفال الصغار.
والتفاعل وجهاً لوجه أمر بالغ الأهمية لاكتساب اللغة وأوضح قائلاً: “خلال هذه التفاعلات، يتعلم الأطفال الصغار التعرف على تعابير الوجه وحركات الشفاه وغيرها من الإشارات غير اللفظية الضرورية لتطور اللغة. وعندما يتفوق وقت الشاشة على هذه التفاعلات، يفقد الأطفال الصغار هذه الفرص التعليمية الحيوية وهذا يؤدي إلى حالة تسمى البكم الانتقائي أو الافتقار إلى الكلام التعبيري”.
وأضاف الدكتور باريك قائلاً: “بسبب الإفراط في استخدام الشاشات، يفشل الأطفال الصغار في تعلم المشاعر على وجوه الأشخاص الآخرين وبالتالي، لا يدركون التعاطف ويفشلون في التفاعلات الاجتماعية”.
فرص المحادثة محدودة
تعتبر المحادثات التفاعلية مهمة لتعلم الأطفال التحدث وفهم اللغة، هناك أربعة أجزاء رئيسية لتطور الكلام لدى الأطفال وفقًا للدكتور كومار:
السمع الجيد: يحتاج الأطفال إلى السمع جيدًا.
الفهم: يحتاج الأطفال إلى فهم ما يسمعونه. إن رؤية تعبيرات الوجه وردود الأفعال تساعدهم كثيرًا.
معالجة الدماغ: يحتاج الأطفال إلى معالجة ما يسمعونه ويرونه في أدمغتهم.
الكلام التعبيري: أخيرًا، يبدأ الأطفال في التحدث بأنفسهم.
عندما يقضي الأطفال الصغار الكثير من الوقت أمام الشاشات، فإنهم يفوتون فرصة التحدث مع البالغين والأطفال الآخرين.
وقد يؤدي هذا إلى إبطاء قدرتهم على تكوين الجمل وفهم السياق واستخدام اللغة بشكل جيد في المواقف الاجتماعية.
تساعد المحادثات الأطفال الصغار على تعلم كلمات جديدة وفهم كيفية استخدام القواعد النحوية وطرح الأسئلة والتعبير عن أفكارهم بوضوح.