تحت ضغوط ترامب.. اجتماع أوروبي مرتقب يبحث إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا
من المقرر أن يجتمع زعماء أوروبيون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته، الأربعاء المقبل في بروكسل؛ لمناقشة خطط السلام والنشر المحتمل لقوات حفظ السلام في أوكرانيا.
يأتي الاجتماع في أعقاب ضغوط من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الدول الأوروبية لمراقبة أي اتفاق سلام مستقبلي بين كييف وموسكو من خلال إرسال قوات إلى أوكرانيا، بحسب ما قالته مصادر مطلعة لصحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.
وبالإضافة إلى روته وزيلينسكي، يشمل المشاركون المدعوون، المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حسب المصادر.
وذكرت وكالة “رويترز” أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيشاركان أيضًا في الاجتماع.
وسيتم تنظيم الاجتماع على هامش قمة الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان التي تعقد الأربعاء المقبل، حيث سيتوجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى بروكسل لحضورها.
وسافر ماكرون إلى وارسو، الخميس الماضي، لمناقشة إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الثلاثاء الماضي، إن مفاوضات السلام في أوكرانيا قد تبدأ هذا الشتاء، مع تولي وارسو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في يناير المقبل.
وأكد “ترامب”، الأربعاء الماضي، أنه طلب من الرئيس الأوكراني، وقفًا فوريًا لإطلاق النار في أوكرانيا.
وأفادت وكالة “رويترز” نقلًا عن مصادر، بأن “ترامب”، خلال اجتماع في باريس مع “زيلينسكي” وماكرون، قال إنه يريد وقفًا فوريًا لإطلاق النار في أوكرانيا، وإجراء مفاوضات لإنهاء الصراع بسرعة.
وفي وقت سابق، قال “ترامب”، إن الصراع في أوكرانيا لم يكن ليبدأ لو كان رئيسًا للولايات المتحدة بدلا من جو بايدن، مؤكدًا أنه حال إعادة انتخابه فإنه ينوي التوصل إلى تسوية للصراع خلال 24 ساعة.
خطة ترامب
ووعد ترامب، خلال حملته الانتخابية، بإنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال يوم واحد” من توليه منصبه، وبعد فوزه أوائل نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة “ذا تليجراف” البريطانية، عن احتمال أن يدعو الرئيس المنتخب قوات أوروبية وبريطانية لفرض منطقة عازلة بطول 800 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني، كجزء من خطة لتجميد الحرب بين البلدين.
وذكرت الصحيفة أن هذه الخطة واحدة من بين عدة خطط ينظر فيها ترامب، الذي قال قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، إنه سيبدأ محادثات السلام قبل توليه منصبه يناير 2025.
وحسب الصحيفة، تتضمن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، التي وضعها ثلاثة من موظفي ترامب، تجميد الخط الأمامي الحالي في مكانه، وموافقة أوكرانيا على تأجيل طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمدة 20 عامًا.
وفي المقابل، ستزود الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة لردع روسيا عن استئناف الحرب، ولن تسهم الولايات المتحدة بقوات لدوريات، وفرض المنطقة العازلة الناتجة، ولن تمول مهمتها.
شرط زيلينسكي
وسبق أن ألمح زيلينسكي إلى استعداد بلاده للتفاوض على وقف القتال وإبرام اتفاق سلام مع روسيا، مقابل الحصول على عضوية الناتو.
من جهته، يرفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مناقشة آفاق عضوية أوكرانيا، قائلًا: “القضية الرئيسية مع أوكرانيا يجب أن تكون، كيف نحصل على المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا؟ هذه هي الأولوية رقم واحد واثنين وثلاثة، وفي الوقت نفسه، يجري بناء هذا الجسر إلى عضوية (الناتو) من خلال اتفاقيات أمنية ثنائية مع الدول الأعضاء وجهود أخرى”.
ووجد استطلاع رأي أجرته مؤسسة “جالوب”، نُشِر الشهر الماضي، أن 52 % من الأوكرانيين في الأجزاء غير المحتلة من البلاد يؤيدون التفاوض على إنهاء الحرب “في أقرب وقت ممكن”، ارتفاعًا من 27% العام الماضي، وأيّد 38% الاستمرار في القتال حتى تفوز أوكرانيا، انخفاضًا من 63% العام الماضي.
وكان المسؤولون الغربيون يثيرون نوعًا ما من ترتيبات الأمن مقابل الأراضي لأكثر من 18 شهرا الآن، حيث تحول التدخل الروسي في عام 2022 إلى حرب استنزاف دموية. لقد أعطى انتخاب ترامب إلحاحًا جديدًا لجهود التفاوض، إذ لا يتأكد الحلفاء الغربيون ما إذا كان سيستمر في إرسال المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، أو إلى أي مدى.
وقال سلف “روته” في الحلف ينس ستولتنبرج، إن التنازل المؤقت عن الأراضي المحتلة لروسيا يمكن أن يكون وسيلة لإنهاء الحرب، بشرط منح كييف ضمانات أمنية ثابتة.